أكد مسؤول في مدينة النجف (160 كلم جنوب بغداد) ان عشرات من البعثيين السابقين في المدينة فروا الى خارجها خلال الايام الماضية تزامناً مع استمرار حملة اعتقالات واسعة طاولت المئات منهم ونفذها جهاز الاستخبارات الوطنية. ويقول النجل الاكبر للمعتقل احمد المجتومي ل «الحياة» ان « اشخاصاً طرقوا باب دارنا في ساعة متاخرة من الليل قبل يومين وكانت سيارة اجرة واقفة يستقلها اربعة اشخاص وطلبوا رؤية والدي» واضاف: «اشهروا أسلحتهم من مسدسات وبنادق فور خروج والدي وألقوا القبض عليه» مشيراً الى ان والده أمي لا يقرأ ولا يكتب ، وكان انتسب للبعث في العقود السابقة ولا يفقه شيئاً من افكار هذا التنظيم. وتكثر الاعتقالات في المناطق الريفية في النجف وبخاصة في منطقة العباسية والحرية لان الكثير من سكان تلك المناطق كانوا ينتمون الى حزب البعث. ويقول المجلس الاستشاري في قضاء الكوفة ان «الاعتقالات التي تطاول البعثيين هذه الفترة لا يتم اخبار المجلس بها كجهة عشائرية على الارض». واضاف: «المفترض عند اعتقال أي فرد ان يكون احد اعضاء المجلس او المختار حاضراً مع القوة الامنية» مشيراً الى انه «عند اتصالنا بالجهات الامنية اكدوا ان الاعتقالات الجارية الان تقوم بها قوة استخباراتية قدمت من بغداد». ويقول احد مختاري ناحية الحرية في النجف قيس علوان ان «المنطقة شبه فارغة من الرجال كبار السن لان غالبيتهم منتمية للبعث سابقاً» وأضاف ان «الظروف المعيشية ادت بالكثير من سكان الارياف الى الانتماء لحزب البعث» مشيراً الى انه «بعد اعتقال العشرات من البعثيين فر المئات الى جهات مجهولة مخلفين وراءهم عائلات من دون معيل». وكان مدير اعلام قيادة شرطة النجف النقيب مقداد الموسوي قال إن «قوات مشتركة من الشرطة والجيش قامت بعمليات دهم وتفتيش لأوكار مشبوهة لحزب البعث المنحل في عدد من مناطق مدينة النجف وقامت باعتقال (50) عضواً من اعضاء حزب البعث فيها». واضاف إنهم «كانوا يرومون زعزعة الأمن في المحافظة». واوضح أن «عملية الاعتقال تمت وفق معلومات استخباراتية دقيقة اشارت الى مكان وجود البعثيين». واشار الى أن «العمليات مازالت مستمرة من قبل الاجهزة الأمنية لتطهير المحافظة بالكامل من تلك العناصر». من جانبه اشار مصدر مسؤول من جهاز الاستخبارات العراقية ان عملية الاعتقال كانت بادارة وتنفيذ الاستخبارات العراقية وان المعتقلين يخضعون الان للتحقيق من قبل ضباط اكفاء من الاستخبارات، وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان «معلومات لدى قيادة الاستخبارات في بغداد تشير الى ان هناك مخططاً يقوم به اعضاء في حزب البعث المنحل لشن هجمات ضد المؤسسات العراقية لإيجاد فوضى وللإعداد لانقلاب يستهدف العملية السياسية الجارية في البلاد». وكانت انباء تحدثت عن أن مسؤول المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل، كان سلّم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وثائق مشفوعة بقائمة اسماء عناصر تابعين للنظام العراقي السابق، يخططون بدعم من استخبارات النظام الليبي السابق، لتوجيه ضربات كبيرة للعملية السياسية في العراق، وذلك خلال زيارته القصيرة الى بغداد مطلع الشهر الجاري. في الوقت نفسه اكد احد اعضاء مجلس النواب في لجنة الامن والدفاع ان بغداد تلقت من دمشق قوائم بأسماء بعثيين منضمين الى شبكات واسعة تعتزم شن هجمات ارهابية في بغداد، وعدد من المحافظات الأخرى، بعد اكتمال عملية انسحاب القوات الأميركية.