سجلت الجولات الأربع الماضية لمنافسات دوري زين حالة استبشار كروية ببروز خمسة من حراس المرمى كان لهم حضور لافت، وساهموا في تحقيق نتائج إيجابية لفرقهم، وشكلوا مساراً كبيراً للتفوق الفني والميداني. وتوزع هؤلاء الحراس بين أندية المقدمة والوسط، بدءا بحارس مرمى الاتفاق فائز السبيعي، وحارس الفيصلي تيسير آل نتيف، وحارس القادسية منصور النجعي، وحارس النصر خالد راضي، ومن ثم حارس التعاون فهد الثنيان الذي انضم إلى صفوف المنتخب الرديف. وخطف هؤلاء الحراس الأنظار بعد ما كانت تنصب نحو اللاعبين الآخرين، واللافت أن أولئك الحراس تنقلوا بين عدد من الأندية باستثناء حارس مرمى التعاون الذي تدرج في فريقه منذ درجة الشباب. وأعادت نجومية أولئك الحراس، الحضوراللافت لحراس مرمى الكرة السعودية التي برز في بداياتها أحمد عيد الذي نال جائزة أفضل حارس في دورة الخليج الأولى عام 1970 بالبحرين، ثم تبعه حراس مرمى النصر مبروك التركي (رحمه الله) وسالم مروان (شفاه الله)، تلاهم حضور أبناء الدعيع عبدالله ومحمد اللذين كانا آخر جيل عمالقة حراس الكره السعودية في العقد الأخير، واللذين نالا لقب أفضل حارس مرمى في القارة الآسيوية. وكان عبدالله الدعيع نال جائزة أفضل حارس في آسيا مرتين (1984 و1988)، وحقق محمد الدعيع ألقاباً فردية يصعب كسرها، منها حصوله على جائزة أفضل حارس في القارة عام 2000 وهو العام الذي نال فيه لقب حارس القرن في آسيا، ودخوله قائمة أفضل 10 حراس على مستوى العالم بعد مشاركته في مونديال 1998 في فرنسا. وبدد بروز الحراس الخمسة خلال الموسم الجاري المخاوف لدى المهتمين بالكرة السعودية وشؤونها من تراجع مستوى حراسة المرمى السعودية، وبدؤوا المزاحمة على الترشح لقائمة المنتخب الأول التي تضم حالياً الرباعي حارسا الشباب وليد عبدالله وحسن شيعان وحارس الهلال حسن العتيبي وحارس الأهلي تيسير المسيليم الذي اهتزت شباكه برباعية في مباراة فريقه مع الهلال قبل فترة التوقف الحالية، لكن ذلك لم يمنع من التأكيد على نجوميته مع فريقه هذا الموسم. ولن يمنع تجاوز بعض هؤلاء الحراس البارزين سن ال30 (باستثناء حارس مرمى التعاون فهد الثنيان) من دخولهم ضمن الخيارات المقبلة لمدرب المنتخب، الهولندي فرانك ريكارد، ولن يكون غريباً أن يقف بين الخشبات الثلاث حارس تجاوز سن الثلاثين، وهو ما دأبت عليه منتخبات كبيرة كما فعل الحارس الإيطالي دينو زوف، والبحريني حمود سلطان، والهولندي فان در سار، والتونسي علي بو منيجل. وتبدو المخاوف فيما يتعلق بسن هؤلاء الحراس فقط في جانب إمكانية تعرضهم للإصابات التي تتطلب وقتاً طويلا للعلاج، مثل حال حارس مرمى الرائد وقائده محمد الخوجلي الذي تعرض للإصابة في آخر تجارب فريقه الإعدادية في تركيا الصيف الماضي، واحتاج وقتاً طويلاً في العلاج لتعرضه لشعر في مفصل يده اليمنى. ويقول حارس الهلال المعتزل عبدالله الدعيع ل"الوطن" "من الصعب أن نعلن عن نجومية الحراس من خلال الجولات الأربع لدوري زين، ومثل هذا الحكم يمكن أن يطلق بعد عشر جولات من المسابقة، وإن كنت أرى حضوراً مميزاً لحارس الشباب وليد عبدالله، وحارس الأهلي ياسر المسيليم، وحارس النصر خالد راضي، ورؤيتي تقول إن الحارسين الأولين هما الأقل أخطاء بين حراس فرق الدوري". ويقول حارس مرمى فريق الشباب السابق سليمان الصقير ل"الوطن" "الموسم الحالي جاء مغايراً للموسمين الماضيين اللذين شهدا غياباً تاماً لمستوى الحراس المتألقين، وساهم في ذلك الضعف بقاء بعض الحراس دون منافسين مثل وليد عبدالله وحسن العتيبي، لكن الحال اختلف هذا الموسم، وبات الخطر يهدد حراس مرمى المنتخب الحاليين ببروز حراس متميزين أمثال فائز السبيعي وخالد راضي وفهد الثنيان". وأشار الصقير إلى أن هناك عددا من حراس المرمى الذين لم يأخذوا فرصتهم الكافية، وقال "هناك حراس مرمى قادمون يحتاجون الفرصة أمثال حارس الهلال عبدالله السديري وحارس الشباب حسين شيعان وإبراهيم زايد، وخالد شراحيلي"، مبيناً أن مستقبل حراسة المرمى في الملاعب السعودية مطمئن بعد رحيل عمالقتها في العقدين الأخيرين. ويرى الناقد الكروي التونسي نجيب الإمام أن الكرة السعودية لديها حراس متميزون برزوا مع فرقهم بشكل لافت للأنظار، مما يجعل مدرب المنتخب الأول في حيرة لمن يختار للقائمة الأساسية، وقال "لكني أرى أن وليد عبدالله هو الخيار الأول للقائمة الأساسية لبروزه في التقاط الكرات العرضية".