«هل تفتح الجائزة التي توج بها حارس مرمى فريق الهلال الاول لكرة القدم كأحسن حارس مرمى وايضا اختياره كأفضل لاعب في الموسم في مسابقة القناة الرياضية السعودية، لاختيار نجوم الموسم، شهية حراس المرمى للتألق مجددا واستعادة نجوميتهم التي توارت بعد تراجع مستوياتهم في الآونة الآخيرة، فحراسة المرمى في كافة الاندية السعودية تشهد تراجعا مخيفا مما يدق ناقوس الخطر حيث لا يرجى على الإطلاق أن يحدث أي قدر من التطور في كرة القدم السعودية، أو عودة المنتخب السعودي لمكانته الطبيعية في آسيا بينما هذا هو حال حراس المرمى في الاندية السعودية الذين تحولوا إلى عالة ووبال على فرقهم جراء اخطاءهم الساذجة. وهناك الكثير من حراس المرمي السعوديين الذين نالوا شهرة ومجدا وتألقوا في قيادة أنديتهم ومنتخب بلدهم إلى العديد من البطولات المحلية والعربية والقارية فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك أسماء بارزة في خانة الحراسة امثال سعود السمار حارس الشباب السابق, وحسن خليفة في الاتحاد, وحسين الصادق في القادسية قبل ان يختتم مسيرة تألقه مع الاتحاد, وفؤاد المقهوي في الاتفاق, وخالد الصبياني في النصر, وخالد الدايل في الهلال, وعبدالله الدعيع ومحمد الدعيع الذي يعد آخر جيل عمالقة الحراس في الهلال والملاعب السعودية على الإطلاق وكلها أسماء لعمالقة حراس المرمي ما زالت عالقة في اذهان الجماهير. وياتي على العكس منهم حراس الجيل الحالي امثال حسن العتيبي والذي انتظر لفترة طويلة حتى جاءته الفرصة لحراسة مرمى الهلال ولم يظهر بالشكل الذي كانت تتوقعه منه الجماهير بالرغم من تتويجة بجائزة أفضل حارس مرمى في الموسم وجائزة أفضل لاعب في الدوري السعودي للمحترفين وايضا حارس الاتحاد مبروك زايد الذي سجل بداية قوية مع فريقه والمنتخب السعودي إلا انه سرعان ما تراجع مستواه ولم يعد قادرا على استعادة مستواه المعهود عنه حتى انه في احيان كثيرة لا يجيد التعامل مع الكرات السهلة، وهناك اسماء اخرى مرت بتلك الظروف امثال محمد خوجه في الشباب قبل ان يشد رحاله الى نادي الاتفاق على امل ان يجد الجمهور فيه ضالته لمعالجة الضعف الذي يعاني منه الاتفاق منذ سنوات الا ان الجمهور الاتفاقي سرعان ما استشاط غضبا من اخطاء خوجة السهلة ليعود لمعانقة دكة البدلاء مجددا بعدما رحل عن فريقه الشباب هربا منها، وذلك على الرغم من تعاقب اكثر من جهاز فني على تدريب الاتفاق. وهناك ايضا محمد الخوجلي ومحمد شريفي الذي عاني منهما النصر الويلات قبل ان يرحل الاول لحراسة عرين الرائد بينما انتقل الثاني للزود عن مرمى الفتح، وهناك خالد راضي وكميل الوباري وعبدالله العنزي الا ان الثلاثي لم يتمكن حتى الان من ملء الفراغ الذي تركه خالد الصبياني بعد اعتزاله. « الحارس المميز هو من يزداد ألقا وتطورا حينما يلعب لنادٍ متكامل عناصريا سواء في خط الدفاع أو الوسط أو الهجوم وأحيانا كثيرة ينقذ الحارس المتمكن فريقه في اصعب المواقف » وإذا انتقلنا للأهلي فسنجد ياسر المسيليم وعبدالله المعيوف اللذين كانت بدايتهما قوية إلا انه سرعان ما يكون هناك تراجع في مستواهم، وهناك ايضا حارس الشباب والمنتخب السعودي وليد عبدالله فبعد بداية مبشرة مع منتخب الشباب والمنتخب الاولمبي أفل نجمه سريعا حتى أنه كان احد أهم اسباب إخفاق الاخضر في كأس الامم الآسيوية الاخيرة واستقبلت وكان في مقدمة اسباب خروج المنتخب السعودي من الدور الاول بعد تلقي ثلاث هزائم امام سوريا والاردن واليابان، كما خرج الأخضر مبكرا من بطولة 2004 بالصين بأخطاء فادحة من الحارس طارق الحرقان. وعن اسباب تلك الظاهرة يقول سيد حراس اسيا في الثمانينات والتسعينات عبدالله الدعيع: إن الضعف الناتج في الحراسة سببه الاساسي عدم الاهتمام بالنشء والتدريب الصحيح من قبل مختصين وأصحاب الخبرة واعتبار أن حارس المرمى أقل أهميه من حيث التأهيل من المهاجم الهداف رغم الاتفاق والادراك على أن الحارس الجيد والمتمكن يمثل نصف الفريق فلا يتم بناء الحارس على اساس قوي للمستقبل من خلال جلب ابرز المدربين والخبراء لرفع كفاءة الحراس والنتيجة هو أن 153 ناديا بالمملكة لايمكنهم تأهيل أكثر من حارس أو حارسين بكفاءة عالية على مستوى المملكة ومن هنا تكون المشكلة. وأضاف الدعيع: "الحارس الكفء قادر على قيادة فريقة للإنجازات والأمر تكاملي فلا يمكن لحارس مميز ومتمكن أن يحقق انجازات خارقة مع فريق متواضع فنيا في كافة خطوطه ولذا الحارس المميز هو من يزداد ألقا وتطورا حينما يلعب لنادٍ متكامل عناصريا سواء في خط الدفاع أو الوسط أو الهجوم وأحيانا كثيرا ينقذ الحارس المتمكن فريقه من نتائج كبيرة ولذا أتمنى أن يكون هناك اهتمام متزايد في الحراس من قبل الاندية لانهم هم من يجهزون الحراس المميزين واللاعبين بشكل عام للمنتخبات الوطنية. وأشار إلى أن المدرب فاقد للخبرة الميدانية وبالتالي فاقد الشيء لايعطيه. ويتفق في الكثير من آراء عبدالله الدعيع حارس الاتحاد الدولي السابق حسين الصادق، مؤكدا: "ان المشكلة تكمن في ضعف التجهيز والاهتمام بحارس المرمى من قبل الاندية حيث يتم التعاقد في الغالب من قبل الاندية مع ممرن للحراس يكون عمله مقتصرا على الأمور النظرية من خلال قراءته للكتب الخاصة بتدريب الحراس دون الاهتمام بجلب المدرب المتخصص خصوصا ممن له تجربة ميدانية كبيرة في الحراسة ومارسها لسنوات ومشهود له بالكفاءة في هذا الجانب والمدرب والممرن يختلفان كليا, وإذا كان هناك اهتمام من قبل الفرق بالتعاقد مع مدربين أكفاء لقيادة فرقهم فمن المهم التركيز على جلب مدربين مميزين ومتخصصين في تأهيل وتطوير الحراس كون هناك اتفاق على أن الحارس يمثل نصف الفريق". واختتم الصادق: إن تأهيل الحارس يعادل أو يفوق تأهيل مهاجم هداف للفريق وحقيقة الملاعب السعودية تعاني أيضا من ندرة المواهب في خط الحراسة على الرغم من منع التعاقد مع حراس مرمى اجانب بقرار من الاتحاد السعودي لكرة القدم. « لا يبدو أن ظاهرة ضعف الحراس السعوديين واخطائهم سوف تنتهي قريباً لأن الأمر يزداد سوءاً يوما بعد يوم والامثلة كثيرة، كون الاخطاء التى يرتكبها حراس المرمى تكون أكثر وقعا ولا تمحى من الذاكرة سريعا» أخيرا دافع الحارس حسن العتيبي عن ابناء جيله قائلا: "يوجد الكثير من الحراس المميزين في الهلال وغيره من الفرق الأخرى ولكن المشكله أن أي خطأ يرتكبه الحارس يجبُ ما مضى من تألق ولذا حارس المرمي يعيش يومه وكل مباراة بالنسبة له تمثل تحديا خاص". واضاف العتيبي: "على مستوى الهلال هناك عدد من الحراس المميزين من زملائي مثل فهد الشمري, وخالد شراحيلي, وعبدالله السديري, وكلهم مشهود لهم بالكفاءة في المباريات القوية التى شاركوا فيها وبرزوا بشكل كبير خلالها". واختتم: "لا أود الحديث عن حراس الفرق الاخرى لأنني لا أرغب في التطرق لأمور لاتتعلق بنادي الهلال ولكن هناك الحارسان وليد عبدالله وحسن شيعان في الشباب, ومبروك زايد في الاتحاد وعبدالله العنزي في النصر وغيرهم وهذا يؤكد أن الحراسة السعودية مطمئنة وأن المشكلة هي في التركيز على أخطاء حراس المرمى ونسيان باقي لاعبي الفريق". ولا يبدو أن ظاهرة ضعف الحراس السعوديين واخطائهم سوف تنتهي قريباً لأن الأمر يزداد سوءًا يوما بعد يوم والأمثلة كثيرة، كون الاخطاء التى يرتكبها حراس المرمى تكون أكثر وقعًا ولا تمحى من الذاكرة سريعا.