أقر الرئيس الأفغاني حامد قرضاي بأن حكومته وقوات حلف شمال الأطلسي أخفقتا في توفير الأمن للأفغان، وذلك في الذكرى العاشرة لبدء الحرب في بلاده. وأوضح في مقابلة أمس مع "بي بي سي"، أن تمرد حركة طالبان لا يمكن هزيمته إلا إذا تم القضاء على مخابئ الحركة في باكستان. وكانت أفغانستان أحيت أمس الذكرى العاشرة للحرب على حركة طالبان دون أية احتفالات رسمية. وفي واشنطن، حيا الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس "تضحية" الجنود الذين حاربوا في أفغانستان، مؤكداً أن الولاياتالمتحدة تنهي عملياتها القتالية في أفغانستان والعراق "بطريقة مسؤولة". وقال "قبل عشر سنوات من اليوم دخل بلدنا في حرب ضد القاعدة وحماتها نظام طالبان في أفغانستان" محيياً "عقداً من التضحيات" التي أودت بحياة "قرابة 1800 أميركي". من جانبه، حذّر رئيس أركان الدفاع البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز من إمكانية تحوّل أفغانستان إلى ملاذ للجماعات الإرهابية مع مرور الذكرى العاشرة للغزو. وقال "إذا تمكنّا من تنفيذ خطتنا بنجاح في أفغانستان فليس هناك ما يدعونا للاعتقاد أن الأوضاع ستتدهور". وبدوره، قال وزير الخارجية في حكومة طالبان الملا وكيل أحمد متوكل إن الحل الوحيد للقضية الأفغانية يتمثل في تسليم السلطة إلى طالبان ورحيل القوات الأجنبية من أفغانستان. يذكر أن نحو 33877 شخصاً على الأقل قتلوا في الحرب من بينهم جنود أجانب وأفغان ومدنيون ومقاتلون مناوئون للقوات الأجنبية وغيرهم، بحسب جامعة براون الأميركية، بينما قال الكونجرس إن الولاياتالمتحدة أنفقت وحدها 444 مليار دولار على تلك الحرب. ميدانياً أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" عن مقتل أحد جنوده بانفجار قنبلة في الجنوب، دون الكشف عن هويته ومكان مصرعه. من جهة أخرى، أكد مفوض الحكومة الألمانية لشؤون أفغانستان ميشيل شتاينر أن بلاده ستسحب قواتها من أفغانستان بحلول نهاية عام 2014 تحت أي ظرف؛ دون أن يكشف توقيت بدء سحب هذه القوات. إلى ذلك، تواصل السلطات الأمنية بحثها بتمشيط المناطق المشبوهة للعثور على رئيس الادعاء العام في الحكومة الأفغانية السابق عبد الجبار ثابت. وكانت مجموعة مسلحين من عناصر طالبان خطفوا ثابت أول من أمس بمديرية شار آسيا جنوبكابول، ولا يزال مصيره مجهولاً. وحول الوضع الباكستاني، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الباكستاني سالم سيف الله أمس إن تحذير الرئيس الأميريكي باراك أوباما لإسلام أباد بشأن صلات مزعومة مع شبكة حقاني سيضر بجهود تحقيق الاستقرار في أفغانستان، ويذكي المشاعر المناهضة للولايات المتحدة. وأضاف "هذا لن يفيد الولاياتالمتحدة أو باكستان أو أفغانستان. ستتعرض الحكومة الباكستانية لضغوط لتخرج من هذه الحرب"، مشيراً إلى الحرب على الإرهاب التي تشنها واشنطن.