وصل رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الى افغانستان امس الخميس لاجراء محادثات مع الرئيس حامد كرزاي حيث يزمع دعوة كرزاي للتعاون بدرجة أكبر مع باكستان ضد الارهاب. ووصل براون الى افغانستان في وقت تصاعدت فيه اعمال العنف وسط شكوك سياسية في باكستان المجاورة في اعقاب الاستقالة التي قدمها الرئيس برويز مشرف. والحدود بين افغانستانوباكستان معقل لمسلحي طالبان المدعومين من القاعدة الذين صعدوا حملة هجماتهم وتفجيراتهم في افغانستان هذا العام للاطاحة بحكومة كرزاي المدعومة من الغرب وطرد القوات الاجنبية. ويشتبك المسلحون مع القوات الاجنبية والحكومية يوميا تقريبا وينقلون القتال الى قواعد حصينة للغاية في هجمات انتحارية في بعض الاحيان أو مع وحدات جيدة التنظيم تضم عشرات المقاتلين. وقال براون للصحفيين الذين يرافقونه على متن طائرته الى افغانستان "سوف أؤكد للرئيس كرزاي على الحاجة الى قدر أكبر من التعاون مع السلطات الباكستانية." واضاف "وسوف نضغط من جانبنا لدى الباكستانيين انفسهم على الحاجة للمشاركة معنا في محاربة الارهاب والتأكد من ان عدد الارهابيين الذين يأتون الى باكستان قادمين من افغانستان محدود." ويوجد لبريطانيا نحو 4800جندي في افغانستان قال براون انه يجري ترتيبهم لتشمل هذه القوة المزيد من القوات الملحقة بالجيش الافغاني والتعامل مع التكتيكات الجديدة للمسلحين. وتجنب براون الحديث عما اذا كان غياب مشرف وهو حليف رئيسي للغرب في الحرب ضد الارهاب سيعرقل المعركة ضد طالبان. وقال ان بريطانيا ستعمل عن كثب مع قائد الجيش الجنرال أشفق كياني. وقتل نحو 116جنديا بريطانيا في افغانستان منذ انضمامهم الى الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للبلاد في اواخر عام 2001.من جانبه، قال حلف شمال الاطلسي أمس الخميس ان ثلاثة جنود من قوات يقودها الحلف قتلوا في انفجار قنبلة على طريق في شرق افغانستان. وقال الحلف دون أن يحدد هويات الجنود انهم كانوا في مركبة عندما انفجرت العبوة الناسفة أمس الأول الأربعاء. وأغلب الجنود الأجانب في شرق أفغانستان أمريكيون. وجاء الهجوم بعد يومين من قتل من يشتبه في انهم مقاتلون من طالبان لعشرة جنود فرنسيين الى الشرق من العاصمة في أكبر خسائر في الأرواح بين الأجانب في حادث واحد في القتال أفغانستان منذ الاطاحة بحكم حركة طالبان عام 2001.وتوجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى العاصمة الأفغانية لتأبين الجنود القتلى وقال إن القوات يجب أن تبقى لمحاربة الإرهاب. ومن ناحية أخرى قال الجيش الأمريكي في بيان أمس الخميس ان افراد القوات الأفغانية الخاصة وقوات تحالف تقوده الولاياتالمتحدة قتلوا أكثر من 30مقاتلاً في هجوم بالأسلحة النارية مدعوم بغطاء جوي في اقليم لغمان الشرقي. على صعيد آخر، قررت وزارة الدفاع الأمريكية إضافة 15الف جندي أمريكي إلى قواتها العاملة في أفغانستان بعد أن تبين من التقارير التي تصل الوزارة من كابول أن المقاومة الأفغانية تتصاعد يوميا. هذا ما صرح به مسؤول في البنتاغون. ويأتي قرار الإدارة الأمريكية بإرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان ليتماشى مع موقف مرشحي الحزبين لرئاسة امريكا الديموقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين واللذان أعربا عن ضرورة زيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان وملاحقة قادة منظمة "القاعدة" في تلك البلاد. وحسب ما يقول مصدر وزارة الدفاع الأمريكية فإن الولاياتالمتحدة تأمل من وراء قرارها بإرسال المزيد من قواتها إلى أفغانستان أن تقوم دول أخرى باتباع خطواتها "لكي يمكن السيطرة على البلاد والقضاء على محاولات طالبان بالسيطرة مجددا على أفغانستان".