أبصر الشاب الصومالي عبدالله آدم (23 عاماً) النورعلى بلده الذي مزقته مفاصل الحرب الأهلية والقبلية والإقليمية، وغيبت عنه الاستقرارالاجتماعي والسياسي والاقتصادي نحو ما يزيد عن عقدين من الزمان، بدأت مع انهيار نظام الجنرال العسكري محمد سياد برى عام 1991 إثر تمرد قبلي متواصل قامت به جبهات مسلحة، بقيادة اللواء محمد فارح عيديد، والعقيد أحمد عمر جيس وغيرهما. وبعد هذا التمرد غادر الرئيس برى إلى نيجيريا وتوفي فيها في يناير 1995، لتبدأ بعد انهيار الدولة المركزية معاناة الصوماليين التي لم تتبدل أو تتغير، بل زاد عليها الجفاف ، فأصبح "بلد الموز الشهير" بلا هوية وطنية، تتقاسمه النزاعات الداخلية والأطماع الخارجية. كل تلك المعايير والإرهاصات دفعت بالشاب عبد الله آدم – المولود في المملكة- إلى محاولة إعادة هوية بلده الممزق بتصميم تي شيرت يحمل خريطة الصومال وكلمة "مقديشو بالإنجليزية، ومراسلة بعض رجال الأعمال الصوماليين، وبعض شركات إنتاج الملابس الرياضية العالمية الأوروبية مثل (أديداس) والأميركية مثل (نايكي) لإنتاج ال"تي شيرت". الشاب آدم الذي احترف تصميم الإعلانات يقول ل "الوطن" :"أهدف من خلال هذا التي شيرت إلى زيادة الارتباط والانتماء للوطن، وتوحيد البلاد بحيث لا توجد فيه عنصريه ولا قبلية، والاعتزاز بالوطنية، كما يهدف إلى تحقيق شعار "كلنا للصومال والصومال لنا". وعن اختياره للرياضة كمدخل لذلك قال آدم :"لم تعد الرياضة شيئا يمارس فقط، بل أضحت دبلوماسية فاعلة على المستوى العالمي، وللحظة الراهنة لم تصمم الشركات الرياضية العالمية أية ملابس خاصة بالمنتخب الصومالي الذي كان يلقب بنجوم المحيط، مع العلم بوجود جاليات صومالية منتشرة في أصقاع العالم خاصة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية". آدم انتقد دور رجال الأعمال الصوماليين عموماً بالقول بأنهم لا يؤدون دورهم في دعم هوية بلدهم الذي مزقته الحروب وويلات المجاعة، حتى أضحى منسياً من العالم، ولم يعد العالم يعرف من هويتنا الأصيلة سوى أمراء الحرب والجماعات المسلحة المتطرفة، وتقسيمات فئوية وقبلية لا تمت إلى هذا البلد بصلة". من عبد الله ؟ بدأ عبدالله بمبادرة شخصية في عمل المراسلات البريدية مع كبريات شركات الرياضة العالمية، وهو يسعى حالياً لإقناع عدد من رجال الأعمال الصوماليين باستخدام شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إلى تصنيع المزيد من "التي شيرت" الرياضي في محاولة لإغراق الأسواق المحلية والعالمية التي يمكن أن تساهم في عودة الاستقرار ولو جزئياً للصومال، وكان فيس بوك أيضاً هو الأرض التي يحاول من خلالها عبد الله توطيد "العلاقات التجارية الخارجية" لتسويق منتج بلاده. الكثير من أصدقاء عبد الله بدأوا في تسجيل "طلبات شراء" لل"تي شيرت"، خاصة من هم في محيط الحي السكني المجاور لعبد الله حي الكندرة الشعبي. ويقول أحدهم وهو عبد الله باروم، الذي يعمل بأحد القطاعات الحكومية ل "الوطن" :"استغربت فكرة التي شيرت الرياضي الخاص بهوية الصومال، وحين ارتديت القميص رسمت علامات استفهام كثيرة في أذهان أقاربي والناس من حولي الذين بدأوا في طرح المزيد من الأسئلة عن هوية القميص والبلد الذي يرمز إليه، فكانوا يستغربون كثيراً حينما يعلمون أنه يرمز إلى الصومال".