لقي عشرات من الصوماليين تراوحت تقديرات أعدادهم بين 30 و 42 شخصا حتفهم من بينهم عشرة نواب في البرلمان إثر وقوع اشتباكات في العاصمة الصومالية مقديشو وذلك بعدما أعلنت حركة الشباب الصومالية "حربا نهائية" ضد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد ألأفريقي. وتخوض جماعة الشباب قتالا للإطاحة بالحكومة الصومالية الضعيفة التي تحظى بدعم الغرب والقائمة في جيوب في مقديشو يحميها نحو 6000 من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد ألأفريقي من أوغندا و بورندى وقد اقتحم متمردون يرتدون ملابس عسكرية امس فندقا به عدد من النواب بجانب القصر الرئاسى وقتلوا عشرة نواب وأعلن نائب رئيس الوزراء الصومالي عبد الرحمن حاج ادب ابي عن سقوط 30 قتيلا بينهم ستة نواب على الاقل في الهجوم على الفندق، وقال عبد الرحمن حاج ادم ايبي للصحافيين في مكان الهجوم "قتل ثلاثون شخصا في الهجوم، ستة منهم أعضاء في البرلمان واربعة موظفون كبار في الحكومة"، وأضاف أن "الضحايا العشرين الاخرين هم مدنيون ابرياء سقطوا في هذا الحادث المروع". وافاد شهود عيان في مكان الحادث ان مهاجمين يرتديان زي القوات الحكومية اقتحما بهو فندق منى واطلقا النار على الحاضرين، واوضح مسؤول حكومي انه "بينما كان المبنى محاطا بالقوات الحكومية، فجر المهاجمان متفجرات كانا يحملانها". ويقع الفندق قرب "فيلا صوماليا"، مقر الرئاسة الصومالية والبرلمان في منطقة بعيدة عن جبهة المواجهات ويفترض ان الحكومة الانتقالية الصومالية تضمن امنها، ويستضيف الفندق، الذي تم ترميمه مؤخرا، العديد من النواب وموظفي الحكومة الانتقالية. ويأتي الهجوم في الوقت الذي تشن فيه حركة الشباب منذ مساء الاثنين هجوما واسعا على قوات الحكومة الانتقالية والقوات الافريقية التي تدعمها. وقد اندلع القتال الاثنين بعدما قال المتحدث باسم جماعة الشباب إن القوات المتمردة في أنحاء الصومال سوف تشارك في عملية لطرد قوات حفظ السلام من مقديشو، وقال الشيخ علي ديري المتحدث باسم حركة الشباب "اننى أصدر أوامرى لكل المسلمين الصوماليين و قوات الشباب بشن حرب وتدمير القوات المرتدة و الجنود المسيحيين في مقديشو" وقال شهود العيان إن الاشتباكات تعد الأعنف التي تشهدها البلاد منذ شهور حيث أن الجانبين تبادلا إطلاق قنابل ار بى جيه ومدافع الهاون والأسلحة الألية. وقال رودا عبد الله حيرثى صاحب محل في منطقة باكارا ماركت معقل المتمردين "عندما كنا عائدين من السوق في المساء .بلغت المعركة أشدها و سقطت قذيفة قوية ..ولقيت خمس سيدات حتفهن على الفور". وتتهم الحكومة جماعة الشباب بإطلاق النيران في مناطق مكتظة بالسكان قائلة إن الجماعة أظهرت عدم احترامها لشهر رمضان. وقال على موسى مدير خدمات الإسعاف في مقديشو "إن أعداد القتلى تتزايد والقتال مازال مشتعلا"، وأضاف "حتى الآن نقلنا 29 جثة و 97 مصابا". وتعهدت قوات حفظ السلام بطرد الجماعة من مقديشو بمساعدة آلاف التعزيزات، وقال وافولا وامونيني نائب الممثل الخاص للاتحاد ألإفريقي في الصومال للصحفيين في العاصمة الكينية نيروبي إنه القوات الإضافية البالغ عددها 2000 جندي و التي تعهدت مجموعة شرق أفريقيا بإرسالها بدأت بالفعل في الوصول، وأضاف إنه تم إرسال عدد غير محدد من القوات الإضافية من أوغندا .ومن المتوقع أن ترسل غينيا و بروندى قوات إضافية وذلك على الرغم من رفضه الكشف عند موعد اكتمال عملية إرسال القوات. وتعج الصومال بالفوضى منذ الإطاحة بالرئيس محمد سياد برى عام 1991، وبدأ التمرد الأخير الذي أودى بحياة أكثر من 20 ألف شخص في مطلع عام 2007 في أعقاب غزو أثيوبيا للإطاحة بالنظام الإسلامي الحاكم، وقد جذبت الفوضى المستمرة المسلحين من أفغانستان وباكستان . وقال وامونينى إن هناك نحو 2000 مقاتل أجنبي يعملون من قواعد في الصومال حيث يقومون بتدريب وتمويل المسلحين المحليين.