سقط المزيد من القتلى في سورية في جمعة "النصر لشامنا ويمننا" بينما طالبت واشنطندمشق بفعل ما يمكن لحماية دبلوماسييها بعد محاولة أنصار النظام التعدي على السفير الأميركي. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن سبعة مدنيين، بينهم طفلان، قتلوا في سورية برصاص قوات الأمن خلال مداهمات وملاحقات أمنية، في حين أعلنت دمشق مقتل عشرة عسكريين وطفل برصاص "مجموعات إرهابية مسلحة". وقال المرصد في بيان "في مدينة الرستن استشهد مواطنان، أحدهما طفل، كما استشهدت طفلة في حي البياضة بحمص برصاص طائش خلال مداهمات أمنية". وفي بيان لاحق أعلن المرصد أن "ثلاثة مواطنين استشهدوا مساء أول من أمس في حمص"، أحدهم في حي الخالدية حيث قضى متأثرا بجراح أصيب بها عصرا وآخر سقط في الحي نفسه خلال مداهمات وإطلاق رصاص مساء، بينما "استشهد مواطن ثالث في شارع الستين في حي البياضة خلال إطلاق رصاص". وفجر أمس أعلن المرصد سقوط قتيل جديد في حي الخالدية ليرتفع بذلك عدد القتلى الذين سقطوا في سورية الخميس إلى سبعة. وفي غضون ذلك طلبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من دمشق "اتخاذ كافة الخطوات الممكنة" لحماية الدبلوماسيين الأميركيين في أعقاب شروع أنصار الرئيس بشار الأسد في التعدي على السفير الأميركي أول من أمس. وفي واشنطن حذر الباحث الأميركي المعروف انتوني كوردسمان من احتمال تحول المظاهرات في سورية إلى مظاهرات مسلحة مع تزايد انشقاقات الجنود والضباط من الجيش السوري وانضمامهم إلى معارضي النظام. وقال كوردسمان "هناك تقارير تفيد بوصول أعداد المنشقين من القوات المسلحة إلى نحو عشرة آلاف جندي وضابط. وليس هناك وسيلة للتحقق من الأرقام فالمنشقون متفرقون ولم تتشكل فيما بينهم قيادة موحدة. ولكن ينبغي أن يفكر الرئيس الأسد أنه حتى في حالة نجاح قواته في وقف المظاهرات وهو أمر مستبعد الآن فإن المواجهات لن تنتهي إذ يبدو من المحتوم الآن أن تتواصل بصورة أخرى". وقال كوردسمان "أعتقد أن الأوضاع في سورية ستواصل تدهورها بسرعة وليس هناك أي احتمال لعودة الاستقرار لسنوات مقبلة لاسيما إذا استمر النظام في البقاء لفترة أطول. إن احتمال نشوب حرب أهلية يتحول إلى احتمال أكثر جدية بمرور الوقت. وأعتقد أن من الضروري أن تكثف دول المحيط الإقليمي الاستعداد لهذا السيناريو مع محاولة منع حدوثه في نفس الوقت. إنه السيناريو الأسوأ لما يحدث الآن فقد يؤدي ذلك إلى تهديد بقاء سورية كبلد موحد لفترة طويلة مقبلة". وكانت تقارير متعددة في واشنطن قد أشارت إلى أن مظاهر تسلح المعارضة السورية آخذة في التزايد. وقالت "واشنطن بوست" في افتتاحية لها إن من الصعب مطالبة المعارضين بنبذ العنف في مواجهة الوحشية التي يواجهونها، إلا أنها قالت إن هذا التطور الذي يمضي قسرا بحكم طبيعة الأحداث "يمكن أن يؤدي إلى حدوث شرخ طويل الأمد في البناء الداخلي لسورية" قد لا يندمل خلال سنوات.