دمشق، عمان، نيقوسيا -»الحياة» ، أ ف ب ، رويترز - قال ناشطون إن عشرات الآلاف من المحتجين تظاهروا امس في «جمعة النصر لشامننا ويمننا والشعب أقوى من الطاغية»، مطالبين بسقوط النظام. وأوضح الناشطون أن قوى الأمن أطلقت النار على المتظاهرين، كما استخدمت المدفعية ضد السكان المدنيين في مدن ريف حمص وإدلب، بينما استمرت المعارك العنيفة بين قوات الجيش ومنشقين في وسط البلاد. وقال ناشطون إن ما لا يقل عن 30 شخصاً بين مدني وعسكري قتلوا امس وليل الخميس - الجمعة فيما أصيب العشرات. وذكرت وكالة الإنباء السورية الرسمية (سانا) نقلاً عن مصدر عسكري أن «مجموعات إرهابية مسلحة» قتلت في الرستن سبعة عسكريين بينهم ضابطان، في حين قتل في تلكلخ ثلاثة من قوات حفظ النظام. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن أطلقت الرصاص على آلاف المتظاهرين امس في ريف دمشق ودرعا وإدلب وحماة وحمص. وأظهرت لقطات بالفيديو التقطها هواة حشوداً تهتف «سورية تريد الحرية» في حي الخالدية بحمص وحشوداً أخرى تهتف تأييداً للرستن التي تشهد أعنف المواجهات. وتحدث ناشطون عن هجمات على المتاريس التي أقامها الجيش قرب بلدة تلبيسة واستمرار المعارك بين القوات الحكومية ومنشقين عن الجيش في الرستن. وأفادت مواقع المعارضة السورية بأن ثمانية على الأقل قتلوا امس في حماة والرستن. كما ذكر المرصد السوري أن سبعة مدنيين، بينهم طفلان، قتلوا في سورية ليل الخميس - الجمعة برصاص قوات الأمن خلال مداهمات وملاحقات أمنية. وقال المرصد في بيان انه في مدينة الرستن شمال حمص»استشهد مواطنان، احدهما طفل، كما استشهدت طفلة في حي البياضة بحمص برصاص طائش خلال مداهمات أمنية». وفي بيان لاحق اعلن المرصد أن «ثلاثة مواطنين استشهدوا في مدينة حمص»، احدهم في حي الخالدية حيث قضى متأثراً بجراح أصيب بها عصراً وآخر سقط في الحي نفسه خلال مداهمات وإطلاق رصاص مساء، بينما «استشهد مواطن ثالث في شارع الستين في حي البياضة خلال إطلاق رصاص». وفجراً اعلن المرصد سقوط قتيل جديد في حي الخالدية. وأوضح المرصد انه يضاف إلى هؤلاء القتلى السبعة، مدنيان سقطا بين الأربعاء والخميس. وقال انه «عثر على جثمان شاب من حي الشماس يبلغ من العمر 22 عاماً كان قد فقد مساء الأمس (الأربعاء)، واستشهد شاب من قرية خان السبل قرب مدينة سراقب (بمحافظة ادلب شمال غربي البلاد) متأثراً بجراح أصيب بها خلال ملاحقات أمنية». وأشار المرصد الذي يتخذ من لندن مقراً له انه وردته أنباء «عن وجود جرحى في حالات حرجة في مدينة الرستن يصعب إسعافهم بسبب استمرار العمليات العسكرية في المدينة». وأعلن المرصد من جهة أخرى أن «انفجاراً كبيراً» هز حي الغوطة في حمص بعيد منتصف ليل الخميس الجمعة وترافق مع «إطلاق نار بكثافة كبيرة من العناصر الأمنية بشكل عشوائي على المنازل». وأكد أن إطلاق النار كان لا يزال مستمراً قرابة الساعة الثانية من فجر امس وأن «أحياء حمص شهدت إطلاق نار كثيفاً من الحواجز الأمنية في المدينة ومن سيارات الأمن حيث شملت أحياء باب الدريب وباب السباع وحي الخالدية». وتدور مواجهات عنيفة منذ ثلاثة أيام في مدينة الرستن بين الجيش وجنود منشقين، وقال المرصد السوري إن 32 جندياً أصيبوا في اشتباكات ليل الخميس -الجمعة في الرستن وتلبيسة. وأعلنت لجان التنسيق المحلية في بيان أن سراقب شهدت ليل الخميس - الجمعة إطلاق نار من مدرعات مؤكدة وصول تعزيزات عسكرية إلى المدينة. كما تحدثت اللجان المحلية عن اضطرابات في إنحاء البلاد، بما في ذلك حلب ثاني كبرى المدن السورية ومدينة اللاذقية الساحلية فضلاً عن ضواحي بدمشق، إذ أكدت حصول إطلاق نار في جنوب حي القابون في دمشق. وأفادت الوكالة السورية للأنباء الرسمية (سانا) بأن ستة بينهم ثلاثة من عناصر الهندسة في الجيش سقطوا امس لدى عملهم على تفكيك «عبوة ناسفة» وضعت في مكان كان متوقعاً أن يشهد «تجمعاً للمواطنين» في دوما قرب دمشق، ذلك بعد إعلان «سانا» سقوط عشرة على ايدي «مجموعات إرهابية مسلحة» في حمص وسط البلاد وإدلب غربها يوم اول امس. وأوضحت «سانا» امس أن «السلطات المختصة عثرت (امس) على عبوة ناسفة في دوما وضعت في مكان كان يتوقع أن يشهد تجمعاً للمواطنين عقب صلاة الجمعة، وأنها استدعت على الفور عناصر من الهندسة لتفكيك العبوة ونزعها من المكان قبل خروج المصلين من الجوامع حرصاً على أرواحهم وخلال قيامهم بذلك انفجرت ما أدى إلى استشهاد عنصرين من وحدة الهندسة وإصابة ثلاثة آخرين جروح أحدهم خطيرة استشهد في وقت لاحق». وأشارت «سانا» إلى أن وحدات الهندسة «فككت» امس عبوة ناسفة تزن 12 كيلوغراماً امس «كانت مزروعة جنوب الجامع العمري» في درعا جنوبي البلاد. وفي حماه وسط البلاد، أفادت الوكالة بأن «مسلحين اطلقوا النار على قوات حفظ النظام والمدنيين في كفر زيتا ما أدى لاستشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة عدد من عناصر حفظ النظام»، وبأن «الجهات المختصة ضبطت في محافظة حمص مساء (اول) أمس سيارة محملة بالأسلحة في بلدة تل الشور قرب حمص». وزادت «سانا» :»السيارة مرت على أحد حواجز قوات حفظ النظام ولدى الطلب من سائقها التوقف للتأكد من هويتها وتفتيشها نظراً للاشتباه به سلك طريقاً ترابياً فرعياً محاولاً الهرب ومن ثم ترك السيارة ولاذ بالفرار ولدى تفتيشها عثر بداخلها على كميات كبيرة من الأسلحة المتنوعة تضم صاروخي كوبرا وثمانية قواذف آر بي جي مع خمس قذائف خاصة بها ورشاش دوشكا وبندقيتين حربيتين وصمامي صواريخ وكميات كبيرة من رصاص البنادق». إلى ذلك، أفاد ناطق عسكري بأنه «بعد قيام مجموعات إرهابية مسلحة في مدينة الرستن بترويع المواطنين وتعطيل دورة الحياة في المدينة وقد عاثت فساداً وقتلاً وتخريباً في المؤسسات الخاصة والعامة، قامت قوات حفظ النظام مدعومة ببعض وحدات الجيش بالتصدي لأولئك المسلحين الذين أغلقوا الطرقات العامة والفرعية بحواجز ومتفجرات». وزاد المصدر - بحسب «سانا»- انه «في عملية نوعية تمكنت الوحدات المكلفة بالتنفيذ من إنجاز المهمة وإنزال خسائر كبيرة في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة وإلقاء القبض على عدد من أفرادها مع أسلحتهم وعتادهم والاستيلاء على عدد كبير من الأسلحة والمتفجرات والذخائر المتنوعة»، لافتاً إلى أن «المواجهة أسفرت عن استشهاد سبعة عناصر بينهم ضابطان وجرح 32 آخرين بينهم 7 ضباط من وحدات الجيش وقوات حفظ النظام التي تتابع ملاحقة أفراد هذه المجموعات الإرهابية لإعادة الأمن والاستقرار إلى الرستن ومواطنيها». ونفى الناطق ما قيل عن «قيام طيران حربي بالإغارة» على مدينة الرستن. وأشارت «سانا» إلى سقوط الطفل محمد عبد العزيز دحروج ب»رصاص مجموعة إرهابية مسلحة» في قرية خان السبل بمحافظة إدلب على الأوتستراد الدولي شمال مدينة معرة النعمان. وزادت أن « 3 من قوات حفظ النظام استشهدوا في كمين نصبته مجموعة إرهابية مسلحة على طريق الحواش بالقرب من تلكلخ» وسط غربي البلاد.