صعدت سورية من مواقفها عسكريا وسياسيا، أمس، متحدية النداءات الداعية لوقف العنف ضد المتظاهرين، حيث اقتحمت قواتها كلا من دير الزور وريف حمص، ومعرة النعمان في محافظة ادلب، في وقت أعلن الرئيس السوري بشار الأسد لدى استقباله وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، وجوب التصدي للخارجين عن القانون، فيما أكدت مستشارته الإعلامية والسياسية بثينة شعبان أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو المقرر أن يصل غدا إلى دمشق، سيسمع كلاما حازما إذا نقل رسالة حازمة إلى سورية. وعلقت وزارة الخارجية السورية على بيان دول مجلس التعاون الخليجي حول سورية، وقالت إنه "تجاهل جرائم الجماعات المسلحة" وأملت من"أشقائنا العرب في الخليج إعادة النظر في مواقفهم". وفي تطور جديد دعت الجامعة العربية السلطات السورية للوقف الفوري لكل أنواع العنف. وقال بيان أمس إن الأمين العام للجامعة نبيل العربي أعرب عن "قلقه المتزايد" بسبب "تدهور الأوضاع الأمنية في سورية من جراء تصاعد العنف والأعمال العسكرية الدائرة في حماة ودير الزور وأنحاء مختلفة من سورية الشقيقة". أمنيا، قتل عشرات الأشخاص في المداهمات التي نفذتها القوى الأمنية السورية في العديد من المدن والضواحي، فيما تعرض خط الحديد الذي يربط حمص وحماة للاعتداء للمرة الثانية خلال أقل من أسبوعين. وأفاد ناشط حقوقي أمس، أن 6 مدنيين بينهم طفل قتلوا فيما جرح آخرون إثر عملية عسكرية نفذها الجيش السوري صباح أمس في تجمع قرى الحولة الواقعة في ريف حمص بوسط سورية. ويأتي ذلك بالتزامن مع اقتحام دبابات الجيش السوري ومدرعاته وعددها يناهز 250 آلية فجر أمس أحياء عدة في مدينة دير الزور (شرق) حيث جرت حملة اعتقالات واسعة.وأفاد نشطاء في مجال حقوق الإنسان أن 50 شخصا قتلوا في المدينة فضلاً عن 16 آخرين في مدن مختلفة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اتصل هاتفيا السبت بالأسد ودعاه إلى وقف الحملة العسكرية التي يشنها نظامه ضد المتظاهرين. كما نقل المرصد عن أحد العاملين في الحقل الطبي في حماة، وتمكن من مغادرتها مساء السبت أن "8 أطفال خدج كانوا في حاضنات الأطفال في مشفى الحوراني توفوا إثر قطع السلطات السورية التيار الكهربائي يوم الأربعاء". وكان المرصد نقل عن نشطاء في ادلب السبت أن "متظاهرين خرجوا بعد صلاة التراويح في المدينة وصل عددهم إلى 20 ألف متظاهر قبل أن تتدخل الأجهزة الأمنية وتفرقهم بالقوة وتعتقل العشرات منهم.