اقتحمت قوات للجيش السوري معززة بدبابات ومدرعات أمس مدينة دير الزور وبلدة الحولة في ريف حمص، ما أدى إلى مقتل 52 مدنيا بينهم طفل وجرح العشرات، رغم تزايد الضغوط الدولية التي يواجهها النظام السوري لوقف قمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. وأفاد رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبدالكريم ريحاوي أن 42 مدنيا قتلوا برصاص وحدات الجيش وقوات الأمن في دير الزور منهم 28 في حي الجورة و14 في حي الحويقة وجرح أكثر من مائة شخص. وقال إن عشرة مدنيين على الأقل قتلوا في الحولة، لافتا إلى أن العدد مرشح للزيادة بسبب استمرار العمليات العسكرية التي ترافقت مع حملة اعتقالات. كما سقط قتيلان في إدلب حينما فتحت قوات الأمن النار أثناء تشييع قتيل توفي فجر أمس متاثرا بجروح كان أصيب بها أثناء تظاهرة في مدينة إدلب البارحة عقب صلاة التراويح. وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أفاد في وقت سابق أن أكثر من 250 دبابة ومدرعة وناقلة جند تقدمت فجر أمس من محاور عدة باتجاه وسط دير الزور ودخلت حي الجورة بعد قصفه لدقائق وتمركز بعضها أمام مبنى المحافظة. كما قصفت حيي الحويقة والكنامات في أطراف المدينة. وأشار إلى أن أهالي حي الجورة عمدوا إلى إعاقة تقدم آليات الجيش بواسطة حواجز وسواتر ترابية. وتزامن ذلك مع دخول قوات للجيش معززة ب25 دبابة وآلية عسكرية صباح أمس تجمع قرى الحولة (تلدو، كفر لاها وتل الذهب). وأفاد أحد العاملين في الحقل الطبي في حماة أن ثمانية أطفال خدج كانوا في حاضنات الأطفال في مستشفى الحوراني توفوا إثر قطع السلطات السورية التيار الكهربائي الأربعاء الماضي تمهيدا لاقتحام الجيش وقوات الأمن المدينة. من جهتها، أفادت الوكالة السورية للأنباء «سانا» أن الرئيس السوري بشار الأسد أكد خلال استقباله وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور أن التعامل مع الخارجين على القانون من أصحاب السوابق الذين يقطعون الطرقات ويقلقون المدن ويروعون الأهالي واجب على الدولة لحماية أمن وحياة مواطنيها. هذا وأبلغ بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الرئيس السوري بشار الأسد أنه يشعر بقلق من العنف المتصاعد في سوريا وطالب بأن يوقف الأسد نشر الجيش ضد المدنيين. وأعلن المكتب الصحافي في بيان في مكالمة هاتفية مع الرئيس السوري الأسد أمس أبدى الأمين العام بان كي مون قلقه الشديد وقلق المجتمع الدولي إزاء العنف المتصاعد وعدد القتلى في سوريا خلال الأيام الماضية. إلى ذلك أعربت سوريا أمس عن أسفها حيال بيان دول مجلس التعاون الخليجي الذي عبرت فيه عن قلقها البالغ حيال «الاستخدام المفرط للقوة» في سورية، ورأت أن على المجلس أن يدعو إلى وقف «أعمال التخريب» فيها. هذا وطالب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بوقف العنف في سورية معربا عن قلقه الشديد حيال تدهور الأوضاع. وفي سياق آخر، قالت المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان إنه إذا كان وزير الخارجية التركي قادما إلى سورية لنقل رسالة حازمة، فإنه سيسمع كلاما أكثر حزما. وقالت شعبان في تصريح صحافي أمس نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا) إنه «إذا كان وزير الخارجية التركي قادما إلى سورية لنقل رسالة حازمة، فإنه سيسمع كلاما أكثر حزما بالنسبة لموقف بلاده الذي لم يدن حتى الآن الجرائم الوحشية للجماعات الإرهابية المسلحة بحق المدنيين والعسكريين والشرطة». وأضافت «إذا كانت الحكومة التركية لا تعتبر موضوع سورية مسألة خارجية نتيجة روابط القربى والتاريخ والثقافة، فإن سورية قد رحبت دائما بالتشاور مع الأصدقاء، ولكنها رفضت رفضا قاطعا طوال تاريخها محاولات التدخل بشؤونها الداخلية من أي قوى إقليمية أو دولية كانت».