ساد هدوء حذر العاصمة اليمنية صنعاء بعد ساعات من الاشتباكات المسلحة بين قوات الحرس الجمهوري التي يقودها العميد أحمد علي عبدالله صالح، النجل الأكبر للرئيس صالح وأتباع الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر. وتبادل الطرفان الاتهامات بالبدء في الاشتباكات وخرق الهدنة التي جرى التوصل إليها قبل شهرين بين الجانبين. وقال مصدر أمني إن "مسلحين من العصابات التابعة لأولاد الأحمر قاموا بالاعتداء على إحدى النقاط الأمنية باتجاه قاعدة الإصلاح المركزية وجرى التعامل معهم"، مطالبا أبناء الأحمر ب"الالتزام بوقف إطلاق النار وإنهاء المظاهر المسلحة لعناصرهم والتوقف عن أية استفزازت من شأنها تعكير صفو الأمن". من جهته أكد الشيخ الأحمر أن قوات الحرس الجمهوري هي من قامت بخرق الهدنة بعد قصف منزله في الحصبة، بالإضافة إلى قصف منزل شقيقيه حمير وحسين في منطقة صوفان. واتهمت مصادر مقربة من الأحمر الحرس الجمهوري بافتعال المواجهات المسلحة الأخيرة والسعي إلى تفجير حرب جديدة بمديرية الحصبة من خلال مبادرته بقصف مواقع ثابتة لحراسة الشيخ الأحمر موزعة في أنحاء متقاربة من محيط منزله. وتسبب تجدد الاشتباكات بين قوات الحرس الجمهوري وأتباع الشيخ الأحمر أول من أمس وانتشار المجاميع القبلية المسلحة، في دفع عشرات العائلات إلى مغادرة منازلها تحسبا لاتساع نطاق الاشتباكات وتصاعد العنف في المواجهات المتوقعة بين الجانبين في أية لحظة. وتزامن ذلك مع تحركات سياسية لحلحلة الأزمة القائمة في البلاد، حيث أكد السفير الأميركي بصنعاء جيرالد فالرستاين أن مباحثات جادة وغير معلنة تجري بين السلطة والمعارضة للتسريع بنقل السلطة يقودها نائب الرئيس عبدربه منصور هادي كممثل للسلطة وياسين سعيد نعمان كممثل للمعارضة. وأكد أن المؤشرات في هذا الجانب إيجابية. لكن مصادر في المعارضة نفت في اتصال مع "الوطن" أن تكون هناك أية مفاوضات معلنة أو غير معلنة لنقل السلطة، مشيرة إلى أن المعارضة متمسكة بموقفها من قضية نقل السلطة. واعتبرت أن الرئيس صالح يعتبر في الوقت الحاضر غير شرعي بموجب المادة 116 من الدستور.