هزت انفجارات جديدة فجر أمس وسط طرابلس وضواحيها الشرقية، بينما كانت طائرات تحلق في سماء المنطقة، غداة غارات أطلسية استهدفت مقر إقامة الرئيس معمر القذافي الذي رأى أن ما يحدث في ليبيا "مؤامرة استعمارية" و"حرب صليبية". وأفاد شاهد عيان أنه سمع دوي انفجارين فجرا في محيط مقر إقامة القذافي وسط طرابلس، تلتهما انفجارات أخرى في الضواحي شرق العاصمة وجنوبها. وعلى الأثر شوهدت أعمدة الدخان ترتفع من باب العزيزية، مقر الزعيم الليبي الذي استهدفته غارات للحلف الأطلسي السبت أول من أمس. من جهته قال التلفزيون الليبي إن "منطقة عين زارة (الضاحية الشرقية للعاصمة) تتعرض لقصف أطلسي. وفي تسجيل صوتي جديد بثه التلفزيون الليبي أول من أمس وصف القذافي الحملة الدولية في بلاده بأنها "مؤامرة استعمارية لغزو ليبيا واحتلال النفط ثم احتلال مصر ثم احتلال تونس". واتهم القذافي، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشن "حرب صليبية جديدة" في أفريقيا، نافيا الاتهامات الموجهة لنظامه بقمع المتظاهرين وسقوط آلاف القتلى حسب منظمات دولية. وأكد أن ثمانية أشخاص فقط قتلوا ويجري تحقيق لمعرفة ظروف موتهم، مشددا على أنه "لم تكن هناك تظاهرات ولا إطلاق نار". من جهة أخرى، كشف تقرير للمجلس الأوروبي لحقوق الإنسان أن التدخل العسكري فى ليبيا جعل فرص التسوية السياسية أمرا مستحيلا، لأن دعم الثوار قلص من فرص التفاوض. وأضاف التقرير أن العمليات العسكرية حولت الأزمة في ليبيا إلى شبه حرب أهلية، تتحمل الحكومات والمؤسسات الأوروبية مسؤولية تعقيدها. وأوضح مفوض المجلس الأوروبي توماس هامبربرج الذي أعد التقرير، أن دول الحلف ركزت على تكثيف الضربات العسكرية، فيما أهملت الجانب الإنساني الذي نتج عن فرار آلاف اللاجئين والمهاجرين من أعمال العنف على الحدود وفي قوارب الموت المطاطية قاصدين أوروبا، منتقدا "الصمت والسلبية" من قبل الحكومات الأوروبية تجاه هذا الأمر. وأضاف أن الإحصائيات تشير إلى أن هناك 1400 شخص لقوا حتفهم حتى الآن فى البحر منذ بدء الضربات العسكرية على ليبيا.