أفادت المعارضة الليبية بأن معارك شوارع ضارية دارت أمس بين الثوار وقوات الرئيس معمر القذافي في أحد أحياء مدينة البريقة النفطية شرق البلاد. وقال المتحدث باسم قوات الثوار محمد زاوي "إن بعض المجموعات الصغيرة تمكنت من الدخول إلى المدينة لكننا لم نسيطر عليها بالكامل بعد". وأضاف "دارت معارك عن قرب" في هذا الحي السكني شمال شرق البريقة. وتتألف البريقة من ثلاث مناطق هي حي سكني في الشرق، ومنشأة نفطية مهمة في الغرب، والمدينة القديمة بينهما. وكانت تقارير ذكرت أول من أمس أن المقاتلين المناهضين للقذافي دخلوا البريقة وطردوا القوات الحكومية منها، غير أن متحدثا باسم الثوار قال أمس: إن المقاتلين لم يرغبوا في اقتحام وسط المدينة بالقوة لتجنب إيذاء السكان، ويرغبون في التأكد من أنه تمت إزالة كل الألغام. وتسيطر قوات القذافي منذ أبريل الماضي على البريقة الواقعة على مسافة 800 كلم شرق طرابلس، و240 كلم جنوب غرب بنغازي "عاصمة" الثوار. وشن الثوار هجوما مساء الخميس من جنوب وشمال وشرق البريقة. وأسفرت هذه المعارك عن سقوط 13 قتيلا على الأقل وإصابة 200 شخص في صفوف الثوار. وفي الغرب، كان الوضع هادئا نسبيا أمس لأن الثوار يحرصون على تعزيز مواقعهم بعد تسجيل تقدم مفاجئ قبل بضعة أيام. وفي السياق، قصفت طائرات حلف شمال الأطلسي "الناتو" أهدافا في طرابلس في وقت مبكر من صباح أمس، استهدف منطقة تاجوراء شرق طرابلس. إلى ذلك، نفت الخارجية المصرية ما تردد بشأن دخول قوات تابعة للنظام الليبي إلى حرم السفارة المصرية بطرابلس للاحتماء بها من هجمات قوات حلف الناتو، مؤكدة "أن هذه الأحاديث مجرد أقاويل عارية تماما عن الصحة". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية السفيرة منحة باخوم "العمل بالسفارة في طرابلس مستمر، رغم صعوبة الأوضاع هناك، لمتابعة أوضاع الجالية المصرية، وتوفير كل سبل الرعاية لهم". وحول تداعيات المعارك في ليبيا، قال رئيس النيجر محمد إيسوفو في وقت متأخر من مساء أول من أمس: إن بلاده تخشى من استيلاء متشددين إسلاميين على السلطة في ليبيا. وأضاف: أن النيجر لن ينحاز إلى أي طرف في الصراع على عكس دول أفريقية أخرى أيدت المعارضة، وتصر على أن الحل الوحيد هو التوصل إلى اتفاق سياسي عبر التفاوض.