سعى حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس إلى التخفيف من وطأة تصريحات مسؤولين عسكريين حذّروا من أن الحلف يواجه خطر نقص الإمكانات في حال استمرت الحرب ضد نظام العقيد معمر القذافي أكثر من ستة شهور. وقال الحلف إنه يملك كل المعدات المطلوبة للقيام بالمهمة في ليبيا. وجاء ذلك في وقت ألقت طائرات «الناتو» منشورات على مواقع قوات القذافي تدعو فيها الجنود إلى عدم القتال وإلا واجهوا خطر الموت. وتحمل المنشورات صورة دبابة تحترق وفوقها مروحيات عسكرية، في إشارة إلى بدء بريطانيا وفرنسا في إشراك مروحيات «اباتشي» و «غازيل» و «تيغر» في المعارك للمرة الأولى منذ بدء مهمة «الناتو» في آذار (مارس) الماضي. وعاود الثوار الليبيون في شرق البلاد تقدمهم غرباً أمس بهدف استعادة بلدة البريقة النفطية التي تتحصن فيها قوات القذافي. وفي حين نجح الثوار في تحقيق تقديم ميداني جديد في زحفهم على طرابلس بعدما دخلوا بلدة ككلة الواقعة جنوب غربي العاصمة الليبية، لم تتضح صورة المعركة على جبهة زليطن الواقعة بين مصراتة وطرابلس، إذ بقي الثوار ينتظرون حصول تمرد في داخل هذه المدينة خشية أن يثير دخول ثوار من خارجها حساسيات بين قبائلها. وأوردت وكالة «رويترز» من أجدابيا، بوابة الشرق الليبي، أن الثوار عاودوا شن هجومهم الذي بدأ الأحد على البريقة التي يُعتقد بأن أحد أنجال القذافي يقود المعارك فيها. ونقلت الوكالة عن محمد عبدالكريم الطبيب في مستشفى أجدابيا: «إننا نتقدم في اتجاه البريقة. ونحن متفائلون. قبل يومين استقبلنا 50 جريحاً وسبعة قتلى وامس 37 جريحاً وستة قتلى. واليوم هادئ الى حد بعيد لكننا مستعدون لاستقبال أي اصابات جديدة». وتحركت قافلة تضم عشرات الشاحنات الصغيرة التي تحمل أسلحة آلية على امتداد الطريق نحو البريقة التي تقع على مسافة 75 كيلومتراً غرب أجدابيا. وقال المقاتل عثمان المغربي: «يدور قتال الآن هناك. تقدمنا إلى 20 كيلومتراً خارج البريقة. إنهم (الثوار) يتقدمون الآن. وقريباً جداً سيكونون في البريقة». وقال: «أعتقد اننا سنصلي الجمعة في البريقة». وعلى صعيد الوضع في الجبل الغربي، أفيد أمس بأن قوات القذافي انسحبت من بلدة ككلة التي دخل اليها الثوار من دون مقاومة. وجاء الإنسحاب من ككلة بعدما تمكن هؤلاء، قبل يومين، من إلحاق هزيمة شديدة بقوات القذافي في الرياينة التي كانت تُعتبر معقلاً لمؤيدي الزعيم الليبي في قلب الجبل الغربي المعروف أيضاً بجبال نافوسة. وأهمية السيطرة على الجبل الغربي تكمن في أنها تجعل الثوار على أبواب طرابلس لجهة الجنوب الغربي. وحاول الثوار الأسبوع الماضي فتح جبهة الزاوية لتطويق طرابلس من جهة الغرب، في حين يحاولون التقدم من الشرق عبر زليطن. وأوردت مواقع ليبية معارضة على شبكة الانترنت إن احتجاجات واسعة تحصل ضد نظام القذافي في ضواحي طرابلس، مثل جنزور وتاجوراء وسوق الجمعة، من دون التأكد من هذه المعلومات من مصادر مستقلة. جاء ذلك في وقت نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر أمني وسكان ان تونس نشرت طائرة من نوع «أف - 5» وطائرة هليكوبتر للاستطلاع أمس على الحدود مع ليبيا بعد سقوط صواريخ «غراد» على منطقة الذهيبة التونسية الحدودية. وقال مصدر أمني إن المروحيات والطائرات النفاثة قامت بعمليات استطلاع على الحدود مع ليبيا بعد سقوط صواريخ على منطقة المرابح. وجاء القصف بعد معارك عنيفة بين قوات القذافي وقوات المعارضة الليبية منذ يومين في هذه المنطقة الحدودية. وتسيطر المعارضة منذ فترة على معبر وازن الحدودي مع تونس، ما خفف وطأة المعاناة الانسانية على منطقة الجبل الغربي، وهو المعبر الذي تسعى كتائب القذافي إلى استعادة السيطرة عليه.