أكد خبير التخطيط والتنمية السعودي عمر بن محمد حلبي وجود ازدواجية في العمل بين برامج المسؤولية المجتمعية والممارسة الفعلية لها، والتي قد تتعارض مع المعايير والالتزامات الأخلاقية، واقتصار الجهود والبرامج على فئات محددة من المجتمع. وأشار لدى مشاركته في فعاليات ملتقى العمل التطوعي التي انطلقت أمس في جدة إلى ملامح الفجوة بين الممارسة الفعلية للمسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة، مشيرا إلى عدم مواجهة القضايا التنموية وإشراك القطاع الخيري في المسؤولية المجتمعية. من جهته، حمّل خبير الاستشارات والتطوير المؤسسي الدكتور موفق زيادات "من الأردن" مؤسسات المجتمع المدني مسؤولية ارتفاع نسبة السمنة إلى 60% بين أفراد المجتمع، مشيرا إلى إخفاقها في نشر ثقافة الوعي الغذائي للمنتجات الغذائية المسببة للسمنة، ولا سيما الوجبات الجاهزة ومدى خطورتها على المستهلكين، لافتا إلى الأساليب التي تلجأ لها بعض الشركات لتمهيد الأطفال للتدخين، حيث تقدم حلوى في شكل سجائر. واستعرض مبادئ المسؤولية المجتمعية، مشيرا إلى أن أهمها هو الإذعان القانوني، بحيث تلتزم المؤسسة بجميع القوانين، واللوائح السارية المحلية، والدولية المكتوبة، والمعلنة، والمنفذة طبقاً لإجراءات راسخة ومحددة والإلمام بها، إلى جانب احترام الأعراف والاتفاقيات الدولية والحكومية واللوائح التنفيذية والإعلانات والمواثيق والقرارات والخطوط الإرشادية، عند قيامها بتطوير سياساتها وممارساتها للمسؤولية المجتمعية. وأكد على استطاعة الشركات الصغيرة والمتوسطة القيام بدور محوري ومهم في مجال المسؤولية المجتمعية، مشيرا إلى أن ما يقرب من 90٪ من الشركات في جميع أنحاء العالم تتكون من المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم وتوفر ما بين 50 -60٪، من فرص العمل، ذاكرا أن المسؤولية المجتمعية "csr" ليست برنامجا إنسانيا أو اجتماعيا، وإنما منهج إداري يعتبرها جزءا ملموسا وأساسيا في استراتيجية المؤسسة الاقتصادية. من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الرحمة الطبية الخيرية الأستاذ بكلية الطب بجامعة الدمام شاهر بن ظافر الشهري في محاضرة له بعنوان "رؤى وتطلعات في المسؤولية الاجتماعية" على أهمية تطبيق المسؤولية المجتمعية بطريقة عملية إجرائية تتوافق مع الواقع المحلي مع مراعاة الركائز الأخلاقية التي تساعد المؤسسة الخيرية في اختيار البرامج المجتمعية القيمة. من جانبه، تناول المدرب في مجال العمل الإداري والتطوير المؤسسي صالح بن سليم الحموري "من الأردن" أبعاد المسؤولية المجتمعية كما حددها هرم كارول للمسؤولية الاجتماعية، مشيرا إلى أن أبرزها البعد الاقتصادي الذي يتمحور حول احترام قواعد المنافسة العادلة والحرة والاستفادة التامة من التطور التكنولوجي بحيث لا يلحق ضرراً في المجتمع والبيئة.