قدر المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية نوبو تاناكا الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى السعودية بنحو 3 ملايين برميل يوميا. وقال تاناكا في مؤتمر تنظمه صحيفة فايننشال تايمز في لندن أمس "نعتقد أن السعودية لديها نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا". وأضاف: أنه واثق من أن السعودية ستنتج أكثر مثلما وعدت ولكن الأمر قد يستغرق أسبوعين قبل وصول الإمدادات إلى السوق. وأوضح أن قرار السحب من مخزونات النفط هو إجراء موقت لسد فجوة في المعروض. وأبلغ تاناكا الصحفيين "إننا سنملأ فقط الفجوة قبل أن تزود أوبك أو السعودية السوق بالإمدادات". وتابع "لا نفعل سوى سد الفجوة.. لا يمكن أن نستمر للأبد". وقال تاناكا "إنه إجراء احترازي، وهو بهذا الشكل آلية جديدة"، مضيفا: أن تفويض السحب من محزونات الوكالة يغطي حالات تعطل الإمدادات أو وجود تهديد خطير قد يعطلها. وأكد أنه على اتصال دائم بالسعودية التي تعهدت بزيادة إمداداتها بعد فشل منظمة أوبك في الاتفاق على زيادة المعروض. وذكر أن احتياطيات الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية تبلغ نحو 1.6 مليار برميل. وقال "نستطيع أن نواصل سحب مليوني برميل يوميا لمدة 24 شهرا"، مكررا أن برنامج السحب الحالي هو لمدة 30 يوما تعيد الوكالة بعدها تقييم وضع السوق. في السياق نفسه قال وزير النفط الكويتي محمد البصيري أمس: إن قرار وكالة الطاقة الدولية بالسحب من مخزونات الطوارئ هو إجراء قصير الأمد، وإن أوبك فقط هي القادرة على تلبية الطلب على المدى الطويل. وأضاف البصيري "قرار وكالة الطاقة قد يلبي احتياجات السوق على المدى القصير، ولكن على المدى المتوسط والطويل ستحتاج السوق إلى أوبك". وتابع "يتوقف الأمر على احتياج السوق، فإذا وجدنا السوق محتاجة فإن لدينا القدرة على زيادة الإنتاج". وقال مندوب خليجي في أوبك أمس: إن الكويت لا تزال تنتج نحو 2.6 مليون برميل يوميا من النفط الخام رغم قرار وكالة الطاقة الدولية بالسحب من مخزونات الطوارئ. وأضاف المندوب "الكويت تنتج الآن 2.6 مليون برميل يوميا، ولذا فإنها لم تتأثر فعليا بالسحب من مخزونات وكالة الطاقة الدولية". وكان آخر مسح شهري أظهر أن الكويت ضخت 2.44 مليون برميل يوميا في مايو. من جانبه دعا الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وكالة الطاقة الدولية إلى الوقف الفوري للسحب الطارئ من احتياطيات الخام، وقال: إنه لا حاجة للنفط الإضافي. وقال عبدالله البدري في مؤتمر صحفي بفيينا عقب محادثات بين الاتحاد الأوروبي وأوبك: آمل أن يتم وقف هذا الإجراء وعلى الفور. لا نرى مبررا جيدا لسحب هذه الكمية، وآمل أن تمتنع وكالة الطاقة الدولية عن استخدام هذا الإجراء. وجاءت تصريحات البدري بعد إعلان الوكالة الأسبوع الماضي أنها أمرت بسحب 60 مليون برميل من مخزونات النفط الخام. ويعقد الحوار الذي يشارك فيه ممثلون من أوبك ومن الدول المستهلكة من الاتحاد الأوروبي سنويا منذ 2005. وأصر مسؤولو الاتحاد على أن المحادثات كانت بناءة رغم إقرارهم بأن كل جانب تبنى وجهة نظر مختلفة بشأن قرار وكالة الطاقة السحب من الاحتياطيات. وقال تاماس فيليجي وزير التنمية المجري الذي يتولى أيضا منصب رئيس مجلس الطاقة التابع للاتحاد الأوروبي: كان هناك خلاف بشأن هذه القضية تحديدا. "إذا اتخذت وكالة الطاقة هذا الإجراء فيجب أن يكون استثنائيا ومحدد المدة.. هذا ضروري للغاية، وينبغي ألا يقوض التعاون بين الاتحاد الأوروبي وأوبك، وينبغي أيضا ألا يعطل عمل آليات السوق". وعقب اجتماع أوبك في الثامن من يونيو الذي انتهى دون اتفاق على زيادة الإمدادات قالت السعودية: إنها ستضخ كل ما تحتاجه السوق من الخام، ورغم ذلك أمرت وكالة الطاقة بالسحب من المخزونات الطارئة. وقدمت الوكالة السحب من الاحتياطيات باعتباره ردا على وقف الإنتاج الليبي بسبب الصراع، لكن محمد علي عبادي القائم بأعمال وزير النفط الإيراني قال: إن هذا التدخل يتعارض مع مبادئ السوق الحرة. وقال للصحفيين "وضع السوق طبيعي. العرض والطلب في وضع مواتٍ. لا حاجة لإمدادات إضافية بالسوق".