قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية نوبو تاناكا الثلاثاء إن قرار السحب من مخزونات النفط إجراء مؤقت لسد فجوة في المعروض قبل ظهور أثر زيادة الإنتاج السعودي، وأضاف تاناكا خلال مؤتمر نظمته صحيفة فايننشال تايمز ببساطة سنملأ فقط الفجوة قبل أن تزود أوبك أو السعودية السوق بالإمدادات، ولن نفعل سوى سد الفجوة ولا يمكن أن نستمر للأبد. المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية نوبو تاناكا خلال المؤتمر الصحفي (رويترز) وبدأ الأسبوع الماضي إطلاق كميات من النفط من المخزونات الإستراتيجية في الغرب في عملية تنسقها وكالة الطاقة الدولية لكنها أثارت رد فعل حاداً من أوبك التي ما زالت مرتبكة منذ فشل اجتماعها في يونيو حزيران. وقال تاناكا انه على اتصال دائم بالسعودية التي تعهّدت بزيادة إمداداتها بعد فشل منظمة البلدان المصدّرة للبترول «أوبك» في الاتفاق على زيادة المعروض. من جانبه دعا عبد الله البدري الأمين العام لأوبك الى وقف فوري للإفراج عن نفط وكالة الطاقة، حيث ذكر يوم الاثنين انه لا يرى مبرراً له وهي نفس وجهة النظر التي عبّرت عنها إيران الرئيس الحالي للمنظمة، حيث أبلغ محمد خطيبي مندوب إيران الدائم في أوبك موقعاً رسمياً أمس أن سوق النفط متوازنة ولا توجد حاجة للدعوة الى عقد اجتماع طارئ لأوبك لإعادة تقييم المعروض، وقال: ما من مخاوف على الإطلاق لدى المنظمة بشأن إمدادات النفط، لكن تاناكا قال إن وكالة الطاقة قررت استباق شحّ متوقع، مضيفاً انه إجراء احترازي وهو بهذا الشكل آلية جديدة، حيث قررنا إجراء تحرّك استباقي سعياً لتحقيق هبوط هادئ لسوق الطاقة العالمية، وقال: لدينا بالتأكيد تفويض للتحرّك عندما يكون هناك تعطل للإمدادات وأيضاً في حالة وجود تهديد خطير قد يعطلها ومن الواضح أن التهديد الخطير قائم، وأضاف إنه واثق من أن السعودية ستنتج أكثر مثلما وعدت ولكن الأمر قد يستغرق أسبوعين قبل وصول الإمدادات للسوق، مضيفاً: نعتقد أن السعودية لديها حوالي ثلاثة ملايين برميل يومياً من الطاقة الإنتاجية الفائضة. وجاء تحرّك وكالة الطاقة اثر خسارة صادرات النفط الليبية لكن أثر النقص لم يظهر على الفور نظراً لإغلاق العديد من مصافي التكرير الأوروبية لإجراء أعمال صيانة دورية في الأسابيع الأولى من الصراع مما قلّص الطلب. وقال تاناكا: التعطل الليبي لم يطفُ الى السطح لكننا واثقون تماما الآن من أن شحّ السوق سيحدث في يوليو وأغسطس مع انتهاء أعمال الصيانة بمصافي التكرير، وأعاد التأكيد على أن برنامج السحب الحالي هو لمدة 30 يوماً تعيد الوكالة بعدها تقييم وضع السوق. قال تاناكا إن وكالة الطاقة قررت استباق شحّ متوقع، مضيفاً انه إجراء احترازي وهو بهذا الشكل آلية جديدة، حيث قررنا إجراء تحرّك استباقي سعياً لتحقيق هبوط هادئ لسوق الطاقة العالمية، ولدينا بالتأكيد تفويض للتحرك عندما يكون هناك تعطل للإمدادات وأيضاً في حالة وجود تهديد خطير قد يعطلها. وكان التدخلان السابقان للوكالة عام 2005 في رد فعل على إعصار كاترينا وعام 1991 بسبب حرب الخليج. من جانبه قال كريستوف رويل كبير الاقتصاديين في شركة بي.بي إن الدول المستهلكة للنفط تخاطر بالدخول في صراع طويل مع منظمة اوبك بتحدي نادي المنتجين على أرضه بالرد على الأسعار المرتفعة بتحرّك يتعلق بالإمداد وان الإستراتيجية يمكن أن تأتي بنتيجة عكسية، وأضاف إن قرار وكالة الطاقة الدولية بدأ سحب منسق من احتياطي الطوارئ النفطي يمكن أن يسبب ضغطاً يدفع الأسعار للصعود إذا خفضت اوبك الإنتاج بالمثل، وقال رويل لتليفزيون رويترز اكبر خطر صعودي هو أن تنشب حرب استنزاف بين اوبك ووكالة الطاقة الدولية تستمر لوقت طويل ولا تؤدي الى شيء. وتابع: اكبر خطر نزولي هو حدوث تجاوز للهدف حين لا يثقون في بعضهم البعض، وكلاهما يقول انه سينتج أكثر، وينتج كلاهما أكثر ثم فجأة تتراجع الأسعار الى مستويات اقل وتنتهك دول اوبك التزامها، وقال إن ذلك يمكن أن يترك منتجي اوبك يتنافسون مع بعضهم البعض على الإيرادات المتقلصة من صادرات النفط في حين يتحمّل بعضهم أعباء مالية نتيجة زيادة الإنفاق، وقال هذا هو السبيل الذي قد تنهار به المنظمة في نهاية الأمر وتهبط الأسعار الى مستويات اقل لبعض الوقت، وفي المدى المتوسط على الأقل سنرى تسوية بين القمم التي بلغها سعر النفط حديثاً وما يبدو انه كان على ما يرام مع كبار المستهلكين قبل نحو عام. وقال المجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن في السعودية إن «القدرات الإنتاجية لدى اوبك كافية لتلبية الطلب العالمي الحالي والمتوقع»، مؤكداً في هذا السياق «حرص المملكة على توازن واستقرار السوق العالمي وموثوقية إمداداتها إليه لما فيه مصلحة الدول المنتجة والمستهلكة ونمو الاقتصاد العالمي»، مشدداً على «سلامة أساسيات العرض والطلب والمخزون التجاري من البترول»، وأكد المجلس «حرص المملكة على استمرار دور منظمة اوبك كعنصر استقرار في سوق البترول وتؤكد سياستها الثابتة بالحرص على التعاون مع جميع الدول الأعضاء في المنظمة لدعم وحدة المواقف وممارسة دور المنظمة المسئول في تزويد السوق العالمية من البترول مساهمة في استقرار ونمو الاقتصاد العالمي خصوصاً في الدول النامية».