استبعد نوبو تاناكا المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية أمس الخميس أن تضغط الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول الصناعية من أجل سحب آخر من الاحتياطيات النفطية الطارئة للوكالة، وذلك قبل ساعات من قرار مزمع بهذا الشأن. وكانت الدول الأعضاء في الوكالة اتفقت على سحب 60 مليون برميل من النفط من المخزونات الاستراتيجية الشهر الماضي في تحرك هو الثالث فقط من نوعه في تاريخ الوكالة بسبب مخاوف حيال التأثير السلبي لارتفاع أسعار النفط على الاقتصاد العالمي الهش. ونزلت أسعار النفط بعد السحب لكنها تعافت بعد ذلك مما أثار احتمال أن تقدم الوكالة على تعزيز الامدادات العالمية مرة ثانية. وقال تاناكا "لم تطالبني أي دولة بسحب المزيد من النفط.. سنقرر ربما في غضون ساعات". ويتعين أن يحظى أي قرار بالسحب من المخزونات بموافقة بالاجماع من الدول الأعضاء في الوكالة والبالغ عددها 28. وانخفضت أسعار النفط أكثر من عشرة في المائة في الأيام التي أعقبت قرار الوكالة الذي صدم الأسواق العالمية يوم 23 يونيو بالسحب من المخزونات. وقبل هذا اليوم بلغ سعر مزيج برنت نحو 114 دولارا للبرميل. وأمس الخميس جرى تداوله عند 117.58 دولارا. وأضاف تاناكا أن العوامل الأساسية في سوق النفط شحيحة رغم السحب. وتابع "يتعين علينا مراقبة الوضع بحذر شديد.. نعرف أن السوق كانت شحيحة كما توقعنا". وذكر أن الوكالة ستتحلى بالمرونة وستكون على استعداد للتحرك وسحب المزيد من النفط إذا ما دعت الحاجة. وأردف أن نحو 600 ألف برميل يوميا من المخزونات الاستراتيجية تصل إلى السوق. ويقل هذا نحو مليوني برميل يوميا عما كان مقررا في البداية. وذكرت الوكالة في وقت سابق هذا الشهر أنه سيتم سحب أقل قليلا من 60 مليون برميل. وقال تاناكا إن من المحتمل أن يستمر تدفق النفط على الأسواق من المخزونات في أغسطس. وتوقع تاناكا أن ترفع السعودية أكبر مصدر للخام في العالم انتاجها إلى عشرة ملايين برميل تقريبا هذا الشهر بزيادة قدرها نحو 200 ألف برميل يوميا عن الانتاج في يونيو. وعززت السعودية الامدادات في تحرك منفرد بعد أن أخفقت في اقناع الأعضاء الاخرين في أوبك بالحاجة إلى زيادة الانتاج بصورة منسقة خلال اجتماع في يونيو. وجاء قرار الوكالة بالسحب من المخزونات بعد فشل اجتماع أوبك. وكانت آخر مرة تسحب فيها الوكالة من المخزونات في 2005 عندما دمر الاعصار كاترينا البنية التحتية للنفط في خليج المكسيكبالولاياتالمتحدة. وكانت المرة الأولى التي سحبت فيها الوكالة التي تأسست قبل 37 عاما من مخزوناتها خلال حرب الخليج الأولى. وتوقعت مصادر أن تعارض المانيا وايطاليا أي سحب آخر من مخزونات الوكالة إذ انهما لم تحبذا قرار يونيو. وقال تاناكا إن الوكالة لديها ما يكفي من النفط لاتخاذ خطوات مماثلة لمدة 24 شهرا أخرى إذا ما اقتضت الضرورة. وتشكلت وكالة الطاقة الدولية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إثر أزمة النفط عامي 1973 و1974 وتسعى إلى تحقيق تنوع الطاقة وكفاءتها.