واصلت السلطات السورية أمس فرض إجراءات أمنية مشددة في البلدات والقرى القريبة من الحدود مع تركيا، وسط دعوات من قبل المحتجين لتنظيم إضراب عام في جميع أنحاء البلاد يوم الخميس المقبل. وياتي التصعيد السوري، فيما يلقي الرئيس بشار الأسد اليوم كلمة من على مدرج جامعة دمشق، علمت "الوطن" من مصادر مطلعة أنه "سيحمل مفاجآت عديدة على الصعيدين المحلي والخارجي وخاصة الموقف النهائي لدمشق من تركيا بعد سلسلة مؤشرات تدل على تصعيد أنقرة للأزمة تجاه سورية". ومن مؤشرات التصعيد بين سورية وتركيا، تقديم أنقرة مساعدة إلى السوريين الذين نزحوا هربا من القمع واحتشدوا على الحدود في الجانب السوري، كما أعلنت أمس، الوكالة الحكومية المكلفة الأوضاع الطارئة. وأوضحت الوكالة الحكومية التركية أن عدد اللاجئين السوريين في سورية بلغ أمس 10553 بعد وصول 585 شخصا وعودة 146 آخرين طوعيا إلى سورية. ويقيم هؤلاء اللاجئون في مخيمات للهلال الأحمر في محافظة هاتاي (جنوب). وكان السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى أشار إلى أن الأسد سيلقي خطابا اليوم يوضح فيه "الاستحقاقات المشروعة للمتظاهرين سلميا، وعدم خلط الحكومة بينها وبين ما تقوم به التنظيمات المسلحة". ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن مدينة جسر الشغور شهدت أمس مسيرة شعبية حاشدة نظمتها فعاليات شعبية وأهلية وشبابية تعبيرا عن تمسكهم بالوحدة الوطنية واستنكارهم للمؤامرات التي تستهدف النيل منها". وأضافت "طاف المشاركون مختلف شوارع المدينة وتجمعوا في الساحة الرئيسة مؤكدين دعمهم لوجود وحدات الجيش والقوات المسلحة ضمن المدينة بهدف حفظ الأمن وبث الطمأنينة في نفوس أبنائها الذين يعودون وبأعداد كبيرة بعد أن روعتهم أعمال التنظيمات المسلحة". في جنيف، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مديرها جاكوب كيلنبيرجر وصل إلى دمشق أمس لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين حول توسيع نطاق جهود الإغاثة في البلاد. وتأتي المحادثات التي تستغرق يومين بعد مناشدة الصليب الأحمر الأسبوع الماضي السلطات السماح لها بالوصول بصورة أفضل إلى المدنيين ومنهم الجرحى أو الذين احتجزوا أثناء حملة قمعية للجيش استهدفت الاحتجاجات الشعبية. وقال الصليب الأحمر في بيان مقتضب "ستركز المحادثات على الوضع الإنساني في سورية وعلى دور الصليب الأحمر الذي يبدي استعداده للقيام به لمساعدة المتضررين من العنف الحالي".