جنيف، برلين - رويترز، أ ف ب - توجه مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبيرجر إلى دمشق أمس لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين حول توسيع نطاق جهود الإغاثة في البلاد وذلك بسبب لجوء آلاف السوريين إلى كل من تركيا ولبنان والأردن، بالإضافة الى موجة من الفرار الداخلي هرباً من العمليات التي يشنها الجيش السوري، ويأتي تفاقم الأزمة الإنسانية في سورية فيما استبعد وزير الدفاع الألماني توماس دوميزيير مشاركة ألمانيا في أي عملية عسكرية محتملة لحلف الأطلسي في سورية وذلك في مقابلة نشرتها مجلة «دير شبيغل» الألمانية أمس. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مديرها جاكوب كيلنبيرجر وصل إلى دمشق أمس لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين حول توسيع نطاق جهود الإغاثة في البلاد. وتأتي المحادثات التي تستغرق يومين بعد مناشدة الصليب الأحمر الأسبوع الماضي السلطات السماح لها بالوصول بصورة أفضل الى المدنيين ومنهم الجرحى أو الذين احتجزوا أثناء حملة أمنية للجيش استهدفت الاحتجاجات الشعبية. وقال الصليب الأحمر في بيان مقتضب: «ستركز المحادثات على الوضع الإنساني في سورية وعلى دور الصليب الأحمر الذي يبدي استعداده للقيام به لمساعدة المتضررين من العنف الحالي». واقتحمت القوات السورية ومسلحين موالين للنظام بلدة قرب الحدود التركية أول من أمس وأحرقت المنازل وألقت القبض على عشرات طبقاً لروايات شهود عيان في حملة عسكرية مستمرة تهدف الى القضاء على الاحتجاجات الشعبية. لكن على رغم تفاقم الأزمة الإنسانية ودعوات معارضين سوريين المجتمع الدولي التدخل لمساعدة المدنيين على غرار تدخله في ليبيا، استبعد وزير الدفاع الألماني توماس دوميزيير مشاركة ألمانيا في أي عملية عسكرية محتملة لحلف الأطلسي في سورية. ورداً على سؤال عما إذا كان ينبغي البحث في إمكان تدخل قوات الأطلسي في سورية، أجاب دوميزيير في حوار مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية: «كلا. موقفنا لا يزال نفسه كما كان حيال ليبيا: لن نشارك». وامتنعت ألمانيا عن التصويت على القرار 1973 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في شأن ليبيا والذي يجيز استخدام القوة لحماية المدنيين الليبيين، قبل رفض المشاركة في عمليات «الحامي الموحد» للأطلسي في ليبيا. وقال الوزير الألماني المقرب من المستشارة انغيلا ميركل: «في مطلق الأحوال، لا أعتقد أن مجلس الأمن سيصدر قراراً مماثلاً... بالنسبة لسورية». وعما إذا كان لدى بلاده أي شعور بالذنب بسبب النقص في الذخائر للشركاء في قوات الأطلسي في ليبيا، أجاب الوزير الألماني: «سأقول باختصار: عندما نبدأ أي خطوة علينا معرفة كم من الوقت يمكننا أن نصمد». وجاء استبعاد ألمانيا دعمها تدخل الأطلسي في سورية، فيما أعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أول من أمس عن «قلق العالم العربي» حيال الأزمة في سورية. وهذه هي المرة الثانية خلال نحو أسبوع التي يتحدث فيها موسى عن قلق إقليمي من تطورات سورية، وشنت السلطات السورية قبل أيام هجوماً حاداً على موسى واتهمته بأنه يروج لأجندة خارجية تسعى للتدخل في سورية تحت لافتة حماية المدنيين.