عقدت منظمات إسلامية بالاشتراك مع أخرى يهودية مباحثات في لاهاي أول من أمس، لتقديم ورقة للبرلمان الهولندي ومطالبته بالتراجع عن قانون يتم تشريعه الآن لحظر وتجريم الذبح على الطريقة الإسلامية، وهو الذبح الذي يعتد به اليهود أيضا بجانب المسلمين. وشارك في المباحثات قادماً من لندن ممثل مجلس اللوردات البريطاني جونثان ساكس، وهو أيضاً حاخام كبير، والذي أكد شعوره بالمخاوف والقلق حول الحرية الدينية في هولندا، وقال إن هولندا تقف الآن على المحك لتقييد واحدة من أقدم الحقوق الدينية التي تم تحريرها منذ أكثر من أربعة قرون، وهي تناول لحوم الحيوانات المذبوحة وفقا لما أمرت به الشرائع السماوية، مشيراً إلى أن الحرية الدينية ولدت في هولندا منذ قرون، والآن تموت ببطء، وذلك في محاولة منه لإقناع البرلمان الهولندي بالتنازل عن الحظر الذي سيتم فرضه على ذبح الحيوانات، والاكتفاء بعمليات الصعق الكهربائي أو بقتلها بعد تخديرها، تحت مزاعم أن الذبح يسبب لها الألم، ويتعارض مع مبادئ حماية حقوق الحيونات. وقال ممثلو المنظمات الإسلامية إن هولندا ترتكب الآن خطأ تاريخياً عظيماً في حق المسلمين واليهود أيضاً، وعلى الهولنديين أن يفهموا أن الأديان السماوية تحض على الرفق بالحيوان، وأن ذبحه ليس نوعا من سلوك البرابرة، بل الدين يحث على عدم ذبح الحيونات المريضة، وعلى رعايتها في مناخ صحي سليم، وأثبت العلماء أن ذبح الحيوان والتخلص من دمائه أمر صحي، كما يوصي الإسلام بأن يتم الذبح مرة واحدة بسكين حادة، ولا يرى الحيوان السكين التي سيذبح بها، وألا يؤكل من لحم النطيحة ولا المتردية، وفي كل هذا رفق بالحيوانات وليس تعذيباً لها كما يزعم البعض. كما أكد ممثل الجماعة اليهودية في العاصمة أمستردام روني آيزنمان أن الظروف التي يتم فيها ذبح الحيونات تعتبر نموذجية وقياسية، وحظر الذبح وفقا للشريعة السماوية يتعارض مع الحريات الدينية، حيث يتم الذبح طبقا لقواعد صارمة يتم فيها مراعاة الحيونات وعدم إيذائها أو إيلامها. وسيطرح البرلمان الهولندي مناقشة التشريع الجديد لحظر الذبح على نهج الشريعة الإسلامية، تمهيدا لإقرار القانون الجديد، بالتالي لن يكون هناك لحوم حلال في هولندا إذا ما تم إقرار هذا القانون.