أكد أميرمنطقة عسير الأمير فيصل بن خالد أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام الأمان للدولة, فضلاً عن كونها شعيرة إسلامية تجعل المجتمع قوياً ومتماسكا أمام كافة التحديات، منوها بالدعم الذي تجده الهيئة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ولفت سموه، خلال رعايته أمس لختام فعاليات اللقاء السادس لمديري هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أبها، إلى أن اللقاء يأتي كواحد من أهم أهداف الهيئة وهي حماية القيم والأخلاق، مشيدا بجهود رئاسة الهيئة ودورها في تعزيز القيم، داعياً الجهات الإعلامية إلى تحري المصداقية في كل ما ينشر عن جهاز الهيئة وعدم تضخيم الأمور وتأويلها. وأشار الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبدالعزيز الحمين، في كلمته، إلى دعم القيادة الرشيدة وأمير منطقة عسير لبرامج الهيئة، مؤكداً "أن استحقاق الخيرية بين الأممِ ليس لحسبٍ ولا نسبٍ بعينه، وإنما هو استحقاق لأعمال بعينها حددها العليم الحكيم (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) والأمةُ التي تؤدي هذه الأعمالَ هي التي تستحقُ الخيرية". وأضاف أن لكل أمة من الأمم في ثقافتها معروفاً ومنكراً، ولكن الاختلاف بينها يكمن في المصدر الذي يحدد مساحة المعروفِ والمنكرِ، وقد أكرم الله هذه الأمةَ أن جعل مصدرها الوحي الإلهي لا الفكر البشري، وأن هذه الشعيرة تجعل المجتمع المسلم قوياً أمام التحديات الثقافية والإعلامية، مشيراً إلى أن تخطيط الرئاسة الاستراتيجي للإسهام في تعزيز القيم والأخلاق هدفه المشاركة في معالجة المشكلات التي يعاني منها مجتمعنا بالطرق العلمية المدروسة، والمساهمة في زيادة مستوى الوقاية والحصانة لدى أفراد المجتمع، والسرعة والإحاطة بكل جوانب الحلول والمشكلات. ومن جانبه، أكد المتحدث الرسمي للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالمحسن القفاري ل "الوطن" أمس، أن الإعلام شريك هام للهيئة في تنفيذ برامجها ومشاريعها بدليل أن من أبرز التوصيات التي أعلنت في ختام لقاء مديري الهيئات تضمنت ضرورة الشراكة الفاعلة مع وسائل الإعلام واستمثار بعض القنوات الفضائية لتقديم برامج توعوية ودعوية. وأشار إلى أن الهيئة تتواصل بمقرها الرئيس وفروعها بمختلف المناطق ومن خلال متحدثيها مع وسائل الإعلام بشفافية ووضوح، معتبراً أن ذلك تحتمه الأهمية الكبرى للإعلام في العصر الحديث بمختلف قنواته. وأضاف أن الرئاسة خطت خطوات جيدة في مجال توظيف التقنية في كافة برامجها بصفة عامة وما يخص الإعلام بصفة خاصة وبما يمكنها من مواكبة تطورات العصر وتحقيق أهدافها، مشيراً إلى أن اللقاء القادم لمديري الهيئات سيعقد بمنطقة تبوك. إلى ذلك، أقر مديرو هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 10 توصيات لتفعيل الشراكة مع المجتمع والإعلام، وتضمنت التوصيات الإشادة بمسيرة الرئاسة وبرامجها التطويرية ومنهجها العلمي ومبادرتها بعقد هذا الاجتماع وما تضمنه من أهداف ومحاور هامة، وما قامت به من جهد متميز في طرح هذا الموضوع الحيوي المتعلق بتعزيز القيم والأخلاق وسبل الشراكة المجتمعية في تحقيقه، مما يعكس الآثار الإيجابية في سبيل تحقيق الأمن الأخلاقي باعتبار أن الهيئة من أهم أدوات الضبط الاجتماعي ومنع الأنماط السلوكية المخالفة، والتأكيد على أن مفهوم القيم والأخلاق مرتبط بعقيدة المسلم وعلاقته بخالقه، عز وجل، وأنها قيم رفيعة راسخة لا تقبل النسبية ولا الانتقاء، كما قرر المجتمعون أن منطلقات الرئاسة في تعزيز القيم والأخلاق ترتكز على أسس الدين القويم والفطرة السليمة ومعاني الخير والفضيلة وأهمية استشراف المستقبل لمعرفة التحديات والأخطار وطرق التصدي لها من خلال الخطط والاستراتيجيات، كما أوصوا بأهمية استمرار جهود الرئاسة في الارتقاء بأساليب وطرق التوعية والتوجيه من خلال تنّوع برامج التوعيه والإفادة من وسائل التقنية الموجهة خصوصاً لشريحة الشباب باعتبارهم عماد المجتمع وسر نهضته، وأهمية استمرار مشاريع الرئاسة الإعلامية التي تخدم رسالتها السامية خاصة مشروع "قيمنا"، وأكدوا على ضرورة أن تُجسد القيم والأخلاق الكريمة واقعاً معاشاً في المجتمع وتصحيح الصور التي قد يفهم منها تعارض بين القيم والأخلاق كمفهوم، وبين التطبيقات المخالفة من خلال الممارسات المختلفة وأهمية دور القدوة الحسنة في تعزيز القيم والأخلاق والمواطنة الصالحة، مؤكدين على أهمية البحوث العلمية والدراسات الجادة من خلال الشراكة الفاعلة مع الكراسي البحثية، وأهمية وسائل الإعلام والثقافة في المشاركة الفاعلة في الإعلاء من القيم والأخلاق ونشرها، والتأكيد على دور كافة مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني في ضرورة المحافظة على تماسك المجتمع في مواجهة التحديات والمتغيرات، وإيجاد شراكات مجتمعية مع كافة المؤسسات الرسمية والأهلية لتحقيق نجاح تلك البرامج بما يضمن للمجتمع سموه الأخلاقي والمحافظة على بنيته القيمية والأخلاقية على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع.