أكد مختصون ومهتمون بالشأن الأسري أهمية تفهم الأزواج لهوايات شركائهم في الحياة الزوجية، فالتوافق بين الأزواج يقود إلى حياة زوجية سعيدة يسودها الحب والانسجام. وأوضحوا أنه غالباً ما يكدر صفو هذه العلاقة بعض المنغصات منها عدم توافق الزوجين في الهوايات. فالزوج الذي يهوى تربية الحمام داخل المنزل غالبا ما يتصادم مع زوجته التي ترى أن وجود الطيور في المنزل أمر مزعج، أما الزوجة التي تهوى التسوق فقد تصطدم مع زوجها الذي يمقت هذه الهواية. ويقول المواطن عبدالله الباشا: هناك هوايات للزوجة من شأنها أن تنهك الأسرة وتؤدي إلى تدهور وضعها المادي، فمثلا هوايات حب التسوق للزوجة بصورة متكررة في الأسبوع حتى ولو لم تكن هناك حاجة للشراء أمر متعب للزوج لأن بعض الزوجات يعتبرن أن مجرد التفكير في مناقشة تلك الهواية يعتبر من الأمور المحرمة. وترى أم عبدالله أن الهوايات عند الزوجين أمر لا بد أن يحترم من كلا الطرفين ولكن بعض الهوايات تؤثر سلبا على الأسرة تقول "زوجي من المغرمين بالذهاب إلى مقاهي الشيشة والمعسل مما يضيع علينا إنجاز بعض الأمور المهمة لنا ولأبنائنا من أجل أن يقضي في المقهى ما يقارب الخمس ساعات يوميا، ومن ثم يعود وقد حمل روائح الشيشة والمعسل التي تثير أكثر من تساؤل لدى أبنائي". ويرى ماجد المالكي أن التعلق الزائد من قبيل زوجته بأدوات التجميل يرهق عاتقه كزوج، ويقول "أضع موازنة شهرية لهذا الغرض لأن الرفض يقابل بسيل من التعاسة والنكد داخل المنزل. وتقول أم الوليد: إن زوجها مولع بتربية الحمام والعصافير فهي تأخذ جل اهتمامه، وبقاءه بجوارها عدة ساعات يوميا يتسبب في ابتعاده عن همومي وهموم أبنائه، وأصبحت زيارتنا مقتصرة في نطاق ضيق ولم يقف الأمر عند ذلك، بل يحاول بكل قوة أن يفرض علي حب هذه الهواية. وترى نورة المرزوقي "تربوية" أنه "من الضروري إيجاد الحلول السريعة لتجديد الحياة الزوجية واسترجاع الزوجين للصلة بين بعضهما البعض، وخلق روح جديدة مبتكرة من الاندماج الفكري والمزاجي والعاطفي بينهما، فبعض الزوجات تعاني من مرض نفسي بعد الزواج، لأنها تعتقد أن شريك حياتها يهملها ولا يفهمها، وأن دورها في الحياة يقتصر على تربية الأطفال، والعناية بمحيطها الأسري، وأنه لا يمكن لها ممارسة عدة هوايات كانت تفعلها قبل الزواج لأنها محكمة بقيود وسلاسل، وهناك من الأزواج من يدعم هذه الفكرة لدى الزوجة". ومن جهته أشار الاستشاري النفسي ومدير مركز إرشاد بجدة الدكتور حاتم الغامدي إلى أن الهواية تساعد الإنسان على الانسجام مع نفسه والشعور بالتوازن والاستقرار وتمنحه القوة وتزيد من طاقته الذهنية والجسدية وتدفعه لممارسة عمله بمزيد من الحماسة. وقال: بعد الزواج تقضي هوايات الزوجين على الملل وتولد الانسجام بينهما خاصة فيما لو كانت هوايات مشتركة بين الطرفين وتمكنا من إحسان استغلالها والاستفادة من مزاياها، وفي بعض الحالات يشوب العلاقة عدم تقدير من جانب بعض الأزواج، وقد تأتي الهواية لتحدث الفرقة بين الزوجين أو ربما يصل الأمر إلى الضغينة حينما لا يتفهم أحد طرفي العلاقة أهمية الهواية بالنسبة للآخر فيظهر تجاهها اللامبالاة أو يسخر منها أو يتفنن في صرف الشريك عنها رغبة في الاستئثار بكل اهتمامه. ويضيف الدكتور حاتم أنه متى ما تواجدت الهواية عند أحد الزوجين وقام بإشباعها بالطرق الصحيحة البعيدة عن الأنانية، أو دون إهمال من أي طرف لهواية شريكه فإن ذلك ينعكس إيجابا على الطرفين. وأوضح أن الاهتمام المشترك بين الطرفين أمر مهم يحقق الاتزان والصحة النفسية للزوجين وللأسرة ككل ويقوي أركان العلاقة الزوجية، نظراً لأن الإنسان وفي ظل الضغوط الحياتية يحتاج بين الوقت والآخر إلى التخلص من تلك التراكمات الحياتية، وليس ثمة خير من الهواية في حياة الإنسان لتحقيق ذلك، حتى يعود إلى عش الزوجية بنفسية هادئة منفتحة إلى الطرف الآخر بعيداً عن المشاحنات والشد العصبي بين الزوجين. وأشار إلى وجود هوايات واهتمامات كثيرة يمكن أن يشترك فيها الزوجان وتجمع بينهما كزيارة دور الأيتام، أو المسنين، أو تنمية مهاراتهما اللغوية أو الثقافية أو التقنية.