شكا اختصاصيون من غياب المراسلين المتخصصين عن الندوات والمؤتمرات العسكرية في القطاعات المختلفة، حيث يغيب المراسل في هذا التخصص عن هذا النوع من المؤتمرات التي تتنوع ما بين القطاعات المسلحة الخاصة والعامة، ويشير عدد من القادة العسكريين إلى الحضور الضعيف لتغطية تلك المؤتمرات، نظراً لما تتخلله من مصطلحات عسكرية دقيقة، لا يستوعبها سوى "المتخصصين". من جهة أخرى وجه أستاذ الصحافة والإعلام في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور عبدالرحمن الحبيب، ما يمكن الإشارة إليه على أنه "رسالة مباشرة إلى الأجهزة والمؤسسات الإعلامية" في بذل مزيد من الجهد في "تطعيم كوادرها بالمتخصصين في مجالات الإعلام المتخصصة، من ضمنها الإعلام العسكري". ويضيف أن "نسبة الصحافة المتخصصة في الدول المتقدمة تصل لأكثر من 70 %"، مرجعة ذلك إلى "تقسيم العمل والتخصص الدقيق الذي تتسم فيه المجتمعات الصناعية، مما يعني وجود مادة صحفية متخصصة، وفي المقابل أيضا جمهور متخصص من القراء، ومن هذا المنطلق لا بد أن نهتم ونتوسع في مجال إنشاء معاهد ومراكز التدريب الإعلامية، وزيادة الدورات المكثفة التي تركز على التأهيل المتخصص، وأيضا فتح المجال لدبلومات بعد البكالوريوس لمدة سنة تغطي مجال من مجالات الإعلام المتخصص". وعلى مستوى السياق الأكاديمي يشير الحبيب إلى أن "المستقبل للصحفي المتخصص، خاصة بعد أن أصبحت الدراسة المتخصصة مطلبا مهما لنجاح الصحفي وتميزه وإبداعه، وهنا يكمن الفرق بين الصحفي المتخصص وغير المتخصص في فهمه وتناوله للمصطلحات التي تدخل في دائرة المعرفة المتخصصة". وأضاف: "لا بد أن يكون الصحفي المتخصص ملماً بأسلوب الكتابة الصحفية المناسبة لهذا التخصص، والبناء الفني لها وأصول تغطيتها ومصادرها، وأيضا لا بد للصحفي المتخصص من متابعة كل ما يستجد في مجال التخصص بالاطلاع وحضور ورش العمل والدورات التدريبية والمؤتمرات، والاشتراك في الجمعيات والنوادي ذات العلاقة، والاهتمام في مجال الإعلام والصحافة المتخصصة يجب ألا يبعدنا عن الكتابة بأسلوب سهل ومبسط ، فمن أساسيات الكتابة الصحفية سرعة ويسر وصول المعلومة الصحفية للقارئ، وفهمه لها بشكل سريع، وهو ما يختلف كليا عن الكتابة العلمية". وتشير المعلومات، إلى أن الصحافة العسكرية ولدت مع ولادة الصحف، حيث حرص الصحفيون في بدايات الصحافة على نقل الحروب وتطوراتها، وذلك في القرنين السادس عشر والسابع عشر، بهدف إشباع نهم القراء لمعرفة تفاصيل الحروب وتطور سيرها واتجاهها ونتائجها. والجدير بالذكر أن من أهم وظائف الصحافة العسكرية التثقيف العسكري، وذلك بإثراء معلومات القراء عن الشؤون العسكرية بسرد المعلومات عن الأسلحة الجديدة، والمخترعات العلمية في هذا المجال.