على وقع زخات المطرالتي لم تستمر طويلا، اختتمت أمس، فعاليات مهرجان الجنادرية 26 بعد 3 أسابيع من التراث والثقافة شاهدتها أعداد كبيرة من الزوارمن مختلف الأعمار والجنسيات. وشهدت الأجنحة المختلفة أمس, حضورا كبيرا من الزوارامتدادا للأيام الماضية ، حيث تجاوزعدد الزوار في أيام الأربعاء والخميس والجمعة نهاية الأسبوعين الماضيين بعد فتح أبواب المهرجان للعائلات أكثر من مليون زائر في اليوم. وأكد قائد معسكر الجنادرية العميد عبدالرحمن بن عبدالله الزامل ل"الوطن" أمس، أنه مع اختتام فعاليات المهرجان لم تسجل أية حوادث سوى بعض المشاكل البسيطة التي كانت تحل على الفور، وقال " إن المهرجان مضى وفق الخطة المرسومة له والتي حققت نجاحاً ولم تسجل مشاكل صحية كبيرة إلا من بعض الذين يعانون من مرض السكر والضغط والربو وجرى علاجهم في موقع المهرجان". مواجهة الازدحام وخلال استطلاع أجرته "الوطن" لمعرفة مقترحات الزوار والعوائق التي واجهتهم في المهرجان برزالازدحام، ومواعيد المهرجان، وأسعار الوجبات المقدّمة على أولويات مطالبهم، إذ طالب العديد من الزوار بتعديل مواعيد المهرجانات المقبلة على أن تكون خلال إجازة الربيع أو إجازة منتصف العام للمدارس، وذلك لإتاحة الفرصة أمام الزوار من خارج منطقة الرياض لزيارة هذا المهرجان التراثي الذي يستهوي الكثيرمن الأجيال للتعرف على التراث السعودي. ورغم التطوّر الكبير في أجنحة المهرجان واتساع رقعته هذا العام إلا أنّه غصّ بالحضور غالبية أيامه مما يستدعي العمل على توسعته في الأعوام المقبلة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الزوار في كل عام, وهو ما أكده قائد معسكر الجنادرية بالإنابة بأن هناك خططا ودراسات لزيادة بوابات المهرجان لاستيعاب الأعداد المتزايدة, وكذلك زيادة السعة الاستيعابية لمواقف سيارات الزوار. في حين اقترح المواطن مبارك الدوسري، أن يتم رصف كامل مساحة القرية الشعبية لتسهل حركة الزوار في أي اتجاه يريدون، وكذلك تسهيل حركة عربات الأطفال وكراسي المعاقين وغيرها. أسعار مبالغ فيها وفي الوقت الذي تتوفّر فيه الكثير من المأكولات والمشروبات بنوعيها الشعبي والعصري في أروقة وزوايا المهرجان إلا أن الشكوى تتكرّر من بعض الزوارالذين يبدون استياءهم من استغلال بعض الباعة فيرفعون أسعار وجباتهم ومشروباتهم بمعدّل يتجاوز 100% أحيانا، ومن ذلك مياه الشرب حيث العبوة الصغيرة بريالين فيما سعرها خارجه نصف ريال فقط, وينسحب ذلك على بعض العصائر والمأكولات الخفيفة التي زادت الضعف تقريبا. وطالب الزائر عبدالله الغامدي بأن يتاح للشركات وتجارالتجزئة توفير كل ما يحتاجه الزوار في الأعوام المقبلة، على أن يلتزموا بضبط الأسعار ومحاسبة كل من يتلاعب فيها بمنعه من مزاولة نشاطه. حيل العزاب ودفع عدم سماح رجال الأمن للعزاب بالدخول للمهرجان الذي يقتصر على العائلات فقط, إلى لجوء عدد منهم إلى "الحيلة" للدخول للمهرجان ومن ذلك "طلب الفزعة" من الزوارالرجال الذين يدخلون برفقة عائلاتهم بأن يصطحبوهم معهم ويذكروا لرجال الأمن المتمترسين أمام البوابات أن هؤلاء بصحبتهم. ولم يتردّد آخرون في طلب ذات الفزعة من سيدات يوافق بعضهن على ذلك بحسب ما رصدته "الوطن" حين يرابط العديد من الشباب أمام البوابات و"يتسوّلون" بعض الزوار اصطحابهم، ونجحت بعض هذه المحاولات لعدد قليل منهم فيما اضطر الآخرون لمغادرة الموقع مرددين "العزوبية شينه" في إشارة إلى إمكانية دخولهم لو كانوا بصحبة عائلاتهم. جناح عسير وزارت "الوطن" جناح منطقة عسير بالمهرجان وكان الإقبال على أركانه كبيراً، خصوصاً ركن بيع العسل الطبيعي الذي ينتج في جبال المنطقة، وأوضح عبدالله أحمد عسيري، أن لديه أنواعا عديدة من العسل الطبيعى تشمل السدر والمجرى والسمر، وتتراوح أسعاره ما بين 200 إلي 300 ريال للكيلو الواحد. وقال فهد هذيب الطويل، إن المهرجان يتميز هذا العام عن سابقه بزيادة الأجنحة وروعة التنظيم في مختلف الأجنحة، إضافة إلى كثافة الزوار من جميع مناطق المملكة ومحافظاتها والمقيمين والسياح الأجانب، وأنه على الرغم من ثلاثة أسابيع من الفعاليات، إلا أن الإقبال لا يزال يتزايد، معرباً عن أمله في أن يوافق موعد المهرجان العام المقبل إجازة الربيع ويمدد أكثر من ثلاثة أسابيع حتي يتمكن الزوار من جميع المناطق من زيارة المهرجان الذي يعبر عن تراث وثقافة هذا البلد. رؤية جديدة ل" التربية" وحرصت وزارة التربية والتعليم في المهرجان الوطني للتراث والثقافة لهذا العام على تقديم رؤية جديدة والخروج من القالب النمطي التقليدي للمشاركات الذي كان يقتصر على عرض إصدارات ومطبوعات ولوحات إعلانية وعروض مرئية لإنجازات كل إدارة عموم أو كل منطقة تعليمية. وشاركت إدارة تعليم البنات مع قطاع تعليم البنين في جميع قطاعات وأركان الجناح سواء في قسم حاضر الوزارة أو ماضيها أو قسم تطوير التعليم وبحسب كل مشروع من مشاريع الوزارة وبطريقة موحدة بين القطاعين، أيضا كانت هناك مشاركة متميزة متمثلة بقسم متكامل لرياض الأطفال تعرض فيه الأساليب الحديثة في تعليم رياض الأطفال لتعبرعن الاهتمام الكبير بهذه المرحلة كتحدٍ من تحديات الوزارة المستقبلية.