تناولت بعض وسائل الإعلام المحلية تقريراً يؤكد أن السعوديين ينفقون 1,8 مليار ريال على المستلزمات الدراسية سنويا، المبلغ ليس بسيطا، فالمتمعن فيه يخفض رأسه وتذبل جفونه ويعود إلى حواسه فيجد أن المبلغ يُنشئ 360 مدرسة بتجهيزاتها. لماذا يصرف هذا المبلغ الضخم على كراسات وأقلام وأدوات مدرسية؟ ما يجري في الأسواق وداخل المكتبات وضع لا بد له من تمعن وإعادة نظر, زحام وتهافت على شراء مستلزمات مدرسية بشكل مقلق يعكس تصرفات غير متوازنة ينقصها الوعي والإدراك بضرورة التعامل مع الأمور بعقلانية. مع بداية العام الدراسي الجديد يدخل المواطن مع بناته وأبنائه في ماراثون داخل المكتبات وفي الأسواق لتلبية طلبات المدارس ومن يمثلها (معلمين ومعلمات )، وهي عبارة عن دفاتر وكراسات و أقلام ومراسم تلوين. نأتي إلى التعامل مع هذه المستلزمات بكمها الهائل فنجد أن البراعم الصغيرة من أبنائنا وبناتنا من الطلبة والطالبات يعانون من حملها على ظهورهم والبعض يجرها خلفه.. كثير من المدارس في دول العالم تهتم بالأطفال في مراحلهم الدراسية الأولى فتكتفي بتزويدهم بالدروس في الفصول الدراسية, يحضر الطفل إلى المدرسة وهو لا يحمل شيئا, حتى وجبة الطعام تقدم له بشكل منتظم وبطريقة مثالية وعند الانصراف يعطى الطفل نماذج ورقية فيها الواجب الذي يقوم بعمله في المنزل بدل أن يحمل حقيبة مشحونة بكتب وكراسات بقدر ما يصعب حملها بقدر ما يصعب فهم ما فيها. إننا نتطلع في عهد الإصلاح والبناء أن يعطى الموضوع الاهتمام والمعالجة الموضوعية من أصحاب القرار.