فندت هيئة المساحة الجيولوجية المزاعم التي راجت مساء أول من أمس بتوقعات حدوث زلزال غامض من توابع تسونامي "اليابان" سيصيب السعودية والكويت في غضون 24 ساعة أي بمعنى أمس أو اليوم. وقال مدير عام المركز الوطني للزلازل والبراكين بهيئة المساحة الجيولوجية المهندس هاني زهران في حديث خص به "الوطن" أمس، إن تلك الأنباء غير صحيحة نهائياً ولا يمكن لأي شخص في العالم أن يتوقع حدوث زلزال في مكان أو زمن محدد، ووصف من يقول بأنه قادر على ذلك ب"الكاذب ومثير الذعر". وبيّن زهران أن الهيئة تعودت على مثل تلك الشائعات ولا حيلة لها لردع تلك الشائعات إلا بنفيها عبر وسائل الإعلام وإيضاح الحقائق لعدم إثارة الذعر في نفوس المواطنين والمقيمين، مبدياً تذمرهم من كثرة إطلاق توقعات بحدوث زلازل وبراكين من المختصين وغير المختصين وقال "تلك الشائعات مزعجة لنا بالهيئة لما لها من إثارة للبلبلة والذعر في الأنفس". وفيما يتعلق بمدى حدوث هزات أرضية بالمملكة عقب التغيرات التي طرأت على طبقات الأرض ومحورها جراء قوة زلزال "اليابان"، شدد زهران على أن النشاط الزلزالي بالمملكة لن يتأثر بزلزال اليابان نهائياً، مرجعاً ذلك إلى اختلاف الصفيحة الزلزالية بالمملكة عن صفيحة اليابان. وقال "الصفيحة التي تقع عليها المملكة مختلفة تماماً عن اليابان، فلن نتأثر نهائياً بما جرى في اليابان ولن يرتفع النشاط الزلزالي والبركاني بالمملكة". وقال زهران لم نسجل إلى حد الآن أي تغيرات على المستوى الزلزالي والبركاني بالمملكة ومستوى النشاط "طبيعي جداً". من جهة أخرى أعلنت اليابان أمس أنها رصدت مستويات من اليود المشع أكبر ب 1250 مرة من المعدل المقبول في البحر قرب محطة فوكوشيما النووية المنكوبة شمال شرق اليابان. وهذا المستوى العالي من اليود الإشعاعي يعزز مخاطر التلوث الغذائي لمنتجات البحر التي تثير هلع اليابانيين. جاء ذلك في ظل الكشف عن إحصائية جديدة شبه نهائية ذكرت أن عدد قتلى الزلزال والتسونامي بلغ عشرة آلاف و151 قتيلاً، وعدد المفقودين 17 ألفاً و53 مفقوداً. وفيما كشف تحليل أصدرته وكالة السلامة النووية والصناعية أمس أن السلطات اليابانية حددت 8 مواد مشعة في مياه راكدة في قبو جزء من محطة فوكوشيما للطاقة النووية. أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عزمها إرسال خبراء إلى اليابان لتحليل المواد المشعة في الطعام والتربة لمعرفة حجم التلوث بالإشعاع وفقا لما ذكرته قناة "إن.إتش.كيه" التلفزيونية اليابانية. وفي النمسا سجلت الجهات العلمية وصول بعض الآثار الضئيلة من الإشعاعات الذرية إلى الأراضي النمساوية. وقالت هيئة سلامة الصحة والمواد الغذائية في العاصمة فيينا إن "هناك تركيزات قليلة للغاية" من عنصر اليود 131 والسيزيوم 137 والسيزيوم 134 في طبقة الهواء القريبة من القشرة الأرضية. وفي تونس شددت وزيرة الصحة حبيبة بن رمضان على ضرورة فرض رقابة صحية وبيئية صارمة على المنتجات الواردة إلى بلادها من الشمال الشرقي لليابان وخاصة المواد الغذائية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا دول العالم إلى "استخلاص العبر" من الأزمة النووية التي يشهدها شمال شرق اليابان. وبعد ساعات من ذلك، صرح رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان أن التطورات في محطة فوكوشيما دايشي "لا يمكن التكهن بها". ورصدت شركة كهرباء طوكيو (تيبكو) مستوى 131 المرتفع وأعلنت عن ذلك الوكالة اليابانية للأمن النووي أمس.