شهدت جلسة "الشباب للشباب: نقطة البداية ضغطة زر" في آخر أيام منتدى جدة، حضورا نسائيا كثيفا، فيما عرضت الجلسة التي نظتمها كلية عفت للبنات بجدة، تجارب أربع شباب سعوديين عملوا على تحسين حياة المجتمع بأسلوب تطوعي خيري. جسدت الجلسة فكرة المنتدى الرئيسية "متغيرات القرن الواحد والعشرين" من خلال عرض يدشن منظومة إلكترونية يطلق عليها "عفت المحفز"، حيث مثل الموقع الإلكتروني المكان الأسهل للاستخدام الحافل بالمصادر والمعلومات من أجل المبادرات الشبابية التطوعية بالسعودية، ويهدف الموقع إلى رصد وتصنيف كافة الخدمات التطوعية للشباب إلكترونيا وتجميعها في قاعدة بيانات موحدة لمساعدة أصحاب المبادرات المبتكرة والطموحة من الشباب المتطلع للحصول على الاستشارات والتواصل مع بعضهم البعض ومع بقية أفراد المجتمع وعالم المستثمرين ومؤسساته الحكومية والخاصة. وتلعب جامعة عفت دور المضيف والمساهم الرئيسي في موقع "عفت المحفز"، حيث ساهمت معارفهم التكنولوجية في تكريس قيامهم بالأعمال التطوعية التي تركت بصمة في المجتمع السعودي، وأحدثت تطويرا وتغييرا وساهمت في خلق مفاهيم جديدة للمسؤولية الاجتماعية. وطالب الشباب المبادرون الذين سردوا تجربتهم الحياتية المتغيرة وفق مفاهيم التطوع ومساعدة المجتمع، بغطاء قانوني رسمي يضمهم ويصهر حماس الشباب التطوعي في مشروع وطني كبير من أجل مستقبل الأمة. واعتبر ريان كركدان دراسته للطب في جامعة الملك عبدالعزيز "عالمه العادي"، إلا أن "عالمه الرائع" هو وجه التطوع الذي تعرف عليه عندما طلبت منه الجامعة عمل مشروع اجتماعي، حيث بدأ مع فريق من أصدقائه بعمل دراسة للأحياء الفقيرة، وعلمته التجربة البحث والاكتشاف للمعلومات، وقرر بحسب قوله "علاج الناس بالتثقيف والتوعية قبل الأدوية"، ووصل إلى التجهيز لإطلاق منظمة غير ربحية تقوم بدراسات لإعادة تقييم التغذية والنشاط البدني وعلم النفس، والعادات المتعلقة بكيفية التفكير لدى الأطفال، واقتراح حلول استباقية للأمراض المستعصية. أما مها خياط التي تمنت أن تكون وزيرة للشؤون الاجتماعية، فقد طالبت بغطاء قانوني يجمع المبادرات الشبابية التطوعية، ودعت إلى مشاركة الجميع للجميع في الثروة والصحة والعطاء، وسردت مها تجربتها حيث ذهبت إلى جامعة في سويسرا، وقررت أن تتخذ طريق العطاء والتحقت ببرنامج للتنمية في الدول الفقيرة من تنزانيا وناميبيا، ومنها برامج تنمية للمساكين والأيتام، ولكنها واجهت صعوبة عندما وصلت إلى مدينتها، وقالت "عندما أتيت إلى جدة وكنت متحمسة، وقفت البيروقراطية والفساد في طريقي، وحينها قررت أن اتخذ الإجراءات معتمدة على ذاتي، وذهبت إلى أحياء فقيرة "كرنتينا، السبيل، والنزلة"، ولأنني لم أكن امتلك المال الكافي لمساعدتهم، بدأت أدون المعلومات، وأردت أن أكون بطلة للتغيير بعيدا عن الشكوى السائمة، وبدأت فعلا بوضع استراتيجية وفريق عمل قوي وسميناه (فريق مبادرة الشباب) وبدأنا على أرض الواقع ونظفنا شوارع ودفعنا مالا للرعاية الصحية، وساعدنا مرضى، وكنا نتمنى مظلة قانونية، أما المتبرعون فقد بدأنا بخمسين والآن تتضمن مجموعتنا 700 متطوع. الشاب البراء طيبة الذي كوّن مجموعته التطوعية (العيش للأمة) أكد أن حياته تغيرت عندما قابل نموذجه المثالي وهو الإعلامي أحمد الشقيري، وقال: كنت أحتاج إلى شخص مرشد يساعدني، وقررت أن أرى الطريق، كان لدينا خمسون عضوا في جدة فقط، ثم توسعنا إلى خمسة مراكز حول المملكة نبث فيها وعينا التطوعي، وكان أهم استراتيجياتنا هو خلق ابتسامات أكبر في المجتمع، وبعد نشر خبراتنا ورؤيتنا، نشرت كتابي الأول "الوقت الذي لا تستطيع إدارته"، ووضعت فيه تجربتي للشباب السعودي لمساعدتهم في كيفية الاستفادة من الوقت من خلال تجربة شاب عاش تجربتهم ونجح وهو في زمنهم. مديحة خياط إحدى الفتيات التي تبحث عن دور لها كامرأة سعودية من أجل خدمة مجتمعها، قالت: إنها بحثت مع فريق من المتحمسات مثلها مع القياديين مثل الدكتور سعيد باعقيل والدكتور سلمان العودة والدكتورة سهير القرشي، وأطلقن نادي للمناقشة للنساء، وعدة مشاريع أخرى إلا أن أهم مشروع لها هو برنامج نسائي تحت عنوان "عزتي إسلامي"، وقالت "لدينا الآن جمعية تتكون من 200 عضو، استراتيجيتنا الاحترام وروح المبادرة، أقمنا مؤتمرات وبرامج، ودربنا شبابا لتنظيم مؤتمرات في اليمن والبحرين والسعودية".