أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان أمس أن تركيا تريد إنهاء العملية العسكرية ضد قوات العقيد الليبي معمر القذافي بأسرع وقت ممكن حتى يتمكن الليبيون من تقرير مصيرهم بأنفسهم. وأضاف في كلمة ألقاها في جامعة أم القرى بمكة المكرمة بمناسبة تكريمه ومنحه شهادة الدكتوراه الفخرية، أن تركيا تريد الوفاء بعدة شروط قبل مشاركة حلف شمال الأطلسي (باعتبارها عضواً فيه) في العملية. وحذر من أن التدخل العسكري يجب ألا ينتهي باحتلال ليبيا الغنية بالنفط والغاز. وتابع "القضية الآن هي دخول حلف الأطلسي في العملية. إذا كان حلف الأطلسي سيدخل في العملية لدينا بعض الشروط منها أن يعترف ويقر أن ليبيا لليبيين لا لتوزيع مواردها وثرواتها الموجودة تحت الأرض". واستطرد "أشقاؤنا الليبيون لديهم كل السبل لبناء مستقبل قوي مستقر سلمي. يجب إعطاء الشعب الليبي هذه الفرصة قبل أن تتحول العملية إلى احتلال. يجب توفير الفرصة لليبيين ليتخذوا قراراتهم بأنفسهم". وقال إنه تحدث مع القذافي 3 مرات خلال الأزمة، وأنه من بين قلة من زعماء العالم الذين يداومون على الاتصال بالقذافي رغم أنه حثه على تعيين رئيس يلقى تأييداً من الشعب لإنهاء الأزمة الليبية. وفي السياق، أعرب وزير الدفاع التركي محمد وجدي جونول أمس عن عدم رضا بلاده عن الهجمات العسكرية على نظام القذافي. وقال إن بلاده لديها صعوبات في تفهم دور فرنسا، التي تظهر كما لو كانت تقود تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1973. إلى ذلك، أرجأ حلف شمال الأطلسي المشاركة في العمليات العسكرية بليبيا لأجل غير مسمى، بسبب رفض تركيا المشاركة فى أى تحرك للحلف بهذا الإطار، خاصة أن قرارات الحلف تستلزم الموافقة الجماعية. وعزت تركيا رفضها حتى لا تهتز صورتها أمام العالم العربى وبالتالي تفقد دورها ومصداقيتها لديه، فيما أرجعت مصادر الحلف ببروكسل جانباً من الرفض التركي إلى تجاهل فرنسا دعوة تركيا في القمة التي عقدتها قبل يومين بباريس حول ليبيا، فيما تمت دعوة اليونان العدو اللدود لتركيا. وعقدت الدول الأعضاء في الحلف أمس اجتماعاً في بروكسل لبحث إمكانية المشاركة في العملية العسكرية وقيادتها، خاصة أن دوره يقتصر حالياً على المراقبة الجوية فقط. ويتعرض الحلف إلى ضغوط كبيرة من قوة الائتلاف الثلاثية التى قادت الضربات الجوية وهي أميركا، وفرنسا، وبريطانيا بسبب حاجة الائتلاف إلى التسهيلات العسكرية لدى الحلف وقواعده المنتشرة فى بلدان قريبة من لييبا ما يمكن تحريك الطائرات منها لتنفيذ بقية المهام العسكرية ضد القذافي.