قتل 3 أشخاص وأصيب حوالي 1700 آخرين بهجوم لقوات مكافحة الشغب اليمنية وعناصر من حزب المؤتمرالشعبي الحاكم على المعتصمين في ساحة التغيير في صنعاء والمطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح. وتحولت الساحة الأمامية لمخيم المعتصمين إلى ما يشبه المستشفى الميداني الذي توزعت في أرجائه أجساد الجرحى والمصابين الذين ظلوا يتوافدون على متن نقالات يدوية إلى داخل الساحة الطبية جراء استمرارالاشتباكات بين مجاميع مدنية يعتقد أنها تنتمي لقوات الأمن المركزي وبين المعتصمين. وأكد مدير المستشفى الميداني المقام بساحة التغييرالدكتور محمد أحمد أن المستشفى استقبل خلال الدقائق الأولى التي أعقبت الهجوم المباغت الذي نفذته قوات أمنية شابا يدعى محمد المليكي، لكنه توفي قبل وصوله متأثرا بطلقات نارية متفرقة في جسده، فيما توفي الآخر أمام شركة مأرب للتأمين بشارع الزبيري. أما الثالث فقتل بالرصاص عندما كان يحاول الانضمام إلى اعتصام في جامعة صنعاء. وأشار مدير المستشفي الميداني إلى أن الحصيلة الأولية لعدد المصابين بعد ساعتين فقط من الهجوم وصل إلى 400 جريح ومصاب معظمهم يعاني من حالات تسمم هوائي وصعوبة بالغة في التنفس ناجمة عن احتقانات في القصبة الهوائية نتيجة تسرب غازات. وأكد عدد من المعتصمين المصابين أن قوات تابعة للأمن المركزي ومجاميع ترتدي زيا مدنيا ومزودة بأسلحة رشاشة وبنادق وهراوات وعصي وصواعق كهربائية وقوالب مملوءة بالحجارة اقتحمت صباح أمس مخيم المعتصمين. وأضافوا أن القوة الأمنية باشرت إطلاق النار بشكل عشوائي على المعتصمين الذين تدافعوا بقوة إلى داخل الخيام، قبيل أن يستخدم المهاجمون الهراوات والعصي والصواعق الكهربائية في ضربهم وقذفهم بالحجارة مما خلف الكثير من الإصابات المتفاوتة، وحول أجزاء من ساحة التغيير إلى ما يشبه "مخلفات معارك دموية اختلطت فيها رائحة البارود والغازات بالدماء الحارة النازفة". وتراجع حضور القوات الأمنية من أطراف ساحة التغيير إلى مداخل الشوارع الفرعية المحيطة بمنطقة الساحة، والتي أغلقت تماما أمام حركة سير المارة والسيارات. فيما شهدت شوارع في أنحاء متفرقة من العاصمة عمليات إطلاق نارمن قبل وحدات لقوات مكافحة الشغب باتجاه مجموعات متفرقة من الشباب والمتظاهرين الذين تمكن المئات منهم من الوصول إلى منطقة "جولة كنتكي" بوسط العاصمة والتجمع بشكل حلقة سرعان ما تحولت إلى مظاهرة حاشدة رددت خلالها شعارات للرئيس صالح بالتنحي. وبعد ساعات من هذه التطورات عقد الرئيس صالح اجتماعاً مع عدد من قيادات الدولة واللجنة الأمنية العليا للوقوف على تطورات الحادث. واعتبر وزير الداخلية اللواء مطهر رشاد المصري أن الحادث وقع بين المعتصمين في الساحة وأصحاب المنازل والمحلات التجارية الذين تضررت أعمالهم من الاعتصام، مما دفع الشرطة للتدخل فأصيب 161 من أفرادها في الاشتباكات. وفي عدن قتل طالب وأصيب اثنان آخران بتظاهرة نظمها المئات من الطلاب في كل من المعلا والتواهي للتعبير عن احتجاجهم على قمع قوات الأمن للمعتصمين في صنعاء. وشهدت محافظة تعز واحدة من أكبر التظاهرات التي تخرج منذ بدء الاحتجاجات، حيث توافد مئات الآلاف من المواطنين إلى الشوارع احتجاجاً على أحداث صنعاء، ودفع الغضب بالآلاف منهم إلى مبنى المحافظة، إلا أن قوات الأمن منعتهم من الوصول إليه فوقعت مواجهات أسفرت عن جرح 11 شخصاً، فيما احتل الغاضبون مبنى حكومي وأمني بمنطقة المعافر. وفي المكلا بمحافظة حضرموت قتل طالب وجرح عدد آخر في اشتباكات اندلعت في المكلا بعد ساعات من وقوع أعمال العنف في صنعاء. ومن جانبه، أعلن وزير الدفاع السابق عبدالملك السياني انضمامه إلى المعارضين لنظام الرئيس صالح، كما استقالت نائبة رئيس اللجنة الوطنية للمرأة حورية مشهور احتجاجا على أحداث صنعاء، إضافة إلى استقالة الإعلامية والمذيعة مها البريهي.