حذرت وكالة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين أمس من أن الوضع على الحدود الليبية التونسية وصل إلى "مرحلة الأزمة" وأقرب إلى أن يكون مأساة إنسانية، فيما حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أنها ما زالت عاجزة عن الوصول إلى مناطق واسعة من ليبيا بعد أسبوعين من بدء الأزمة. وأطلق حرس الحدود التونسي النار في الهواء أمس في محاولة للسيطرة على حشد حاول اجتياز معبر رأس جدير الحدودي فرارا من العنف في ليبيا. وقالت المتحدثة باسم اللجنة آنا نيلسون "حان الوقت لتلبية الاحتياجات الإنسانية للسكان ويمكن للهيئات الإنسانية أن تدخل باقي مناطق البلاد وتساعد هؤلاء المحتاجين"، داعية الجانبين في ليبيا إلى عدم مهاجمة المرضى والأطباء. وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن أكبر مصدر للقلق هو غرب ليبيا، حيث من الصعب الوصول إليه أو الحصول على معلومات بشأن الوضع هناك. وفي بنغازي شرق ليبيا تردد أن الوضع هادئ ويجرى الآن تسليم المعونات. وقالت المتحدثة باسم وكالة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف ميليسا فليمينج إن السلطات تبذل جهودا فوق طاقتها" لاسيما على الجانب التونسي من المنطقة الحدودية في الغرب. وأضافت أن الوضع على الحدود بين ليبيا وتونس بلغ مستوى "الأزمة" بعد فرار ما بين 70 و75 ألف شخص من ليبيا منذ 20 فبراير الماضي. وأكدت أن "نحو 14 ألف شخص عبروا الحدود أول من أمس وهو العدد الأضخم حتى الآن". إلى ذلك، استمر الجسر الجوي الذي تنظمه السلطات المصرية أمس لإجلاء رعاياها من ليبيا، حيث بدأت في تسيير 48 طائرة لنقل أكثر من 14 ألف مصري من مطارات طرابلس وسرت وسبها وجربا في تونس والجزائر. وفي السياق، أعلنت فرنسا أمس أنها أرسلت طائرتين محملتين بالمعدات الطبية والأفراد إلى بنغازي، وأن طائرات أخرى ستلحقهما. من جهة أخرى، قال رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس إن مواطنين كثيرين من العراق والسودان والصومال ودول فقيرة أخرى عالقون في ليبيا، ويحتاجون للمساعدة لافتقارهم للموارد للنجاة بأنفسهم. وتشير تقديرات للمنظمة الدولية للهجرة إلي أن حوالي 1.5 مليون من العمال الأجانب من أفريقيا وآسيا موجودون حاليا في ليبيا.