مُنيت المنطقة التاريخية بجدة القديمة أو ما تعرف بالبلد بخسارة مبنيين أثريين أمس مُصنفين ضمن الفئة "ج" ويقعان ضمن أملاك وقف "بيت نصيف" وذلك إثر حريق نشب بأحد طوابق المبنيين قبل أن ينقل لبقية الطوابق والمبنى المجاور ويدمر 18 محلا تجاريا تقع أسفل المبنيين. وشهد الحريق الذي هرعت إليه 8 فرق إطفاء إخلاء عدد من الأسر التي تسكن البنايتين في زمن قياسي، حيث كان الجميع يغطون في سبات عميق فيما احتجز بعض الأفراد في الطوابق العليا قبل أن يداهم فريق الإنقاذ المبنى ويخرجهم منه، وقبل أن تغادر آخر عربة إطفاء الموقع تلقت غرفة العمليات بلاغا آخر عن حادث حريق في مبنى مكون من 4 طوابق لا يبعد عن الأول سوى 100 متر لتتوجه فرقتا إطفاء وتخمد الحريق فورا، حيث تبين أنه وقع بملحق على سطح البناية. وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة الرائد عبد الله بن محمد العمري في تصريح إلى "الوطن" أن الحريق وفقا للتحقيقات المبدئية لفريق البحث والتحري نشب بأحد طوابق المبنيين إثر مصدر حراري بطيء الاشتعال وفي وقت كان جميع السكان يغطون في سُبات عميق الأمر الذي ساعد في تأجج النيران داخل الشقة مصدر الحريق ومن ثم انتقالها سريعا في المبنى. وأضاف أن صعوبة وصول الآليات للموقع حيث الأزقة والممرات الضيقة حدت بفرق الإطفاء إلى تمديد خراطيش المياه من الصهاريج لعشرات الأمتار وزيادة قوة الدفع إلى جانب تكثيف استخدام الرغاوي الكيميائية للسيطرة على النيران المُنتشرة في الرواشين الخشبية التي يطغى على تصميمها المعماري التشييد بواسطة أخشاب "القندل" و"الزان"، مشيراً إلى أن مُلاك المبنيين اقتنعوا بعرضية أسباب الحريق وأنه لا يقف خلفها أسباب أو دوافع جنائية فيما تم تسليم المبنيين للأمانة لاتخاذ اللازم حيالها. من جهته، وصف رئيس بلدية جدة التاريخية المهندس سامي نوار حادث حريق المبنيين بالمنطقة التاريخية بالمؤسف، حيث نشب بمبان تعد من المباني المصنفة. وأشار إلى أن الأضرار التي طالت المبنيين جراء الحريق محدودة ولم تسفر عنها خسائر في الأرواح أو سقوط لأحد المبنيين سوى تضرر أحدهما بشكل واضح، منوها بجهود الدفاع المدني في التمكن من الحفاظ على واجهة المبنى الآخر كاملة وذلك بحرصهم وقت إطفاء الحريق على ألا تمتد ألسنة اللهب إلى الجهة الجنوبية الغربية للمبنى وهو ما حافظ على عدم امتداد النيران إلى واجهة المبنى الرئيسة، وكذلك إلى مبنى نصيف الأثري "المتحف" الحالي بالمنطقة التاريخية ونجاح خطة رجال الدفاع المدني في مكافحة الحريق بعدم وصوله له. وأكد على أنه يمكن ترميم المبنيين مرة أخرى، حيث إن الهيكل الإنشائي لهما مازال قائما وإنه بالإمكان بعد أن يجف المبنيان من الماء الذي طالهما جراء الإطفاء يمكن تقييم الضرر بشكل كامل وطرق الإصلاح وذلك بتعاون البلدية مع الملاك والذين أبدوا استعدادهم لعمليات الترميم. وأضاف أن العمل جار في مشروع شبكة الإطفاء وسيتم الانتهاء منه في الشهر الثامن من العام الجاري وهو ما سيسهل سرعة إطفاء أي حريق ينشب بالمنطقة في وقت سريع، ويسهل على رجال الدفاع المدني التعامل معه بشكل أكثر فعالية دون الاعتماد على الآليات الكبيرة والضخمة والتي يصعب تحركها في المنطقة التاريخية نظرا لضيق شوارعها وأزقتها.