لم يدر في خلد الطالب عبدالله "17 عاماً" أن يكون محور جدال، حول مستقبل طلاب برنامج التربية الفكرية التابع لوزارة التربية والتعليم، بعد أن أوقعه خطأ تشخيصي ضمن فئة الطلاب الدارسين في برامج التربية الفكرية، إلا أن قدرة الله شاءت حيث تم اكتشاف الخطأ مؤخراً من قبل المشرفين على التربية الفكرية بعد وصوله للمرحلة المتوسطة، ليتم بعدها تصحيح المشكلة وتحويله للدراسة النظامية. وكانت الحالة الصحية للطالب عبدالله وهو في مقتبل عمره قد تسببت بتأخر وصعوبة في النطق وبعض العوامل التي نالت منه بعد إجرائه لعملية جراحية في الكبد في بريطانيا، حيث يصف والده عوضه الغامدي ل"الوطن" أن التكفل بالعلاج جاء من قبل الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز، بعد أن تخلت وزارة الصحة عنه. ويضيف الغامدي أنه رضي بتعليم ابنه في البرامج الفكرية، حتى لا يبقى ابنه في المنزل، مبيناً أنه تعب في تعليمه، لأنه وحسب وصفه ما يعطى له كان أقل من المستوى العادي، مبينا أنه وجد فرقاً في التعامل مع الحالات الفكرية في بريطانياً والسعودية والتي تختلف من حيث العناية والتواصل ومستوى المناهج الدراسية. من جانبه انتقد مشرف التربية الفكرية بالأمانة العامة للتربية الفكرية في الرياض سعيد الزهراني، ما حصل للطالب عبدالله، حيث أكد أنه أرسل تعميماً بضرورة الحرص على إعادة تقييم الحالات الفكرية بشكل مستمر كما نصت عليه التعليمات واللوائح الصادرة من وزارة التربية والتعليم، ومعلقاً في نفس الوقت سبب المشكلة على والد عبدالله الذي رضي بحال ابنه هكذا، والمشرفين السابقين الذين أشرفوا عليه، ولم يعيدوا تقييمه. وبين الزهراني أن الطالب السوي المدمج ضمن برامج التربية الفكرية، يظهر عليه علامات النبوغ العلمية، ومن ثم يجب ملاحظته وإعادة تقييمه، مؤكداً أن هناك قصورا في التعاون بين وزارة التربية والتعليم التي يتبع لها مثل هؤلاء الطلبة ووزارة الشؤون الاجتماعية، التي يقع على عاتقها إعادة تأهيل تلك الفئة. مشيراً إلى أن وزارة التربية والتعليم ترعى نحو 500 برنامج في التربية الفكرية في المملكة مقابل 42 مركزاً فقط لوزارة الشؤون الاجتماعية، مؤكداً أن الوزارة تعكف حالياً على مراجعة برامج التربية الفكرية الخاصة. من جهته قال مدير متوسطة الجبيل، الملحق بها فصول للتربية الفكرية ويدرس بها عبدالله، مرضي المهيزعي إن الموضوع اكتشف من قبل زملائه المشرفين بالمدرسة وعلى رأسهم المشرف نذير الزاير، حيث شكلت لجنة مصغرة لبحث أمره، والتي أقرت أنه سليم ويجب إلحاقه بمدارس التربية النظامية. المشرف على حالة عبدالله نذير الزاير قال إن اكتشافهم لسلامته بدأت من خلال رؤيتهم لمستواه التعليمي حيث كان يحصل على درجات كاملة في جميع المواد، مما حدا بهم، لإعادة تقييمه مرة أخرى، ليكتشفوا أنه ظلم بسبب تقييم المشرفين السابقين الذين شخصوا حالته في المرحلة الابتدائية. ويدرس عبدالله حاليا في الصف الأول المتوسط النظامي، إلا أنه يكبر أقرانه أربع سنوات، والسر في تأخره هذه السنوات هو حالته الصحية التي كان يعاني منها في السابق والتي على ما يبدو سببت سوء تشخيص لحالته من قبل اللجان المتخصصة آنذاك.