هل أصبحت أجهزة الصرف الآلي "لقمة سائغة" أمام اللصوص؟.. هذا التساؤل أثارته العديد من الفعاليات عقب تعرض تلك الأجهزة للعبث والسرقة بشكل متكرر في الفترة الأخيرة. كما تساءل البعض عن الاحتياطات التي تنتهجها المصارف والجهات الأمنية حين موافقتها على وضع الصراف الآلي في أحد المواقع العامة. ونظرا لأن المواقع المكتظة بالناس على مدار الساعة، والمفتوحة أمام الجميع هي المفضلة للمصارف, بينما المواقع المشبوهة والنائية والمعزولة عن أعين الرقابة العامة غير مرغوب فيها, فإن تقييم الموقع من الناحية الأمنية يكون في مقدمة المعايير التي تلتزم بها المصارف، وأي مصرف يقدم على اختيار أحد المواقع المتعارضة مع معايير الأمن يكون متسببا فيما يتعرض له جهاز الصرف الآلي من أخطار. ولم تقتصر الحالات على منطقة بعينها، فمدينة جدة سجلت حضوراً، وكذلك ظهران الجنوب ووادي الداوسر ونجران والطائف التي شهدت سرقة قرابة مليوني ريال ببطاقة ألعاب. وتأتي الجبيل في آخر المنضمين للقائمة حيث سجلت آخر الأسبوع الماضي سرقة صراف آلي من قبل مجهولين وبداخله 654 ألف ريال. الاقتصادي فضل البوعينين قال إن بعض المصارف لا تهتم باختيار الموقع الآمن لأجهزتها، فتركيزها في الغالب يكون على عدد العمليات النقدية التي من المتوقع أن يقوم بها الجهاز، وهذا خطأ كبير على حد قوله، لافتاً إلى أن النواحي الأمنية مهمة في هذا الجانب خاصة أن سرقة الصراف الآلي أشبه ما تكون بسرقة البنك نفسه، وهو أمر بالغ الخطورة. وأشار البوعينين إلى ضرورة التأكد من تطبيق معايير الاختيار السليم من الناحية الأمنية، إضافة إلى ذلك فالاحتياطات الأمنية المتبعة في تصميم الموقع، وتوفير الحماية اللازمة لجهاز الصرف الآلي من ناحية الإنشاءات الخاصة أمر غاية في الأهمية، خاصة مع وجود مجرمين محترفين، وغير محترفين، تمكنوا أكثر من مرة من سرقة أجهزة الصرف الآلي بطرق مختلفة. وقال البوعينين إن كاميرات التسجيل يفترض أن تكون مسؤولة عن إطلاق إنذار الخطر بتعرض جهاز الصراف للسرقة، أو التخريب، وأن يكون هناك ربط هاتفي بين جهاز الإنذار في موقع الصراف الآلي، وبين مركز الشرطة بحيث يتم تنبيه رجال الأمن بانطلاق صفارات الإنذار في موقع الصراف الآلي. وأشار البوعينين إلى أن تقصير الجهاز المصرفي لا يبرئ الجهات الأمنية من مسؤولية توفير الحماية الخارجية للصرافات، ومواجهة الأخطار المتوقعة، والتجاوب السريع مع أجهزة الإنذار، إضافة إلى التغطية الأمنية المكثفة التي تمنع في كثير من الأحيان وقوع جرائم مختلفة بسبب تراجع المجرمين عنها لأسباب أمنية خالصة. من جهته، قال المتحدث الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي إن هناك سلبيات بالفعل يجب معالجتها، وإن مخاطبات تجرى مع مؤسسة النقد العربي السعودي بهذا الخصوص، لافتاً إلى أن هناك مواقع يتم اختيارها دون الرجوع للجهات الأمنية, مبينا أنه يتوجب على البنوك اختيار تقنيات حديثة لحماية الصرافات الآلية من العبث والسرقة.