وصف نقاد فنيون البرامج الرمضانية الموسمية ب«غسيل الضيوف»، موضحين أن شخصيات الضيوف باتت متكررة في جميع البرامج الرمضانية دون طرح أفكار جديدة لإثراء فكر الجمهور الذي ينتظرها بشكل سنوي، معربين عن أسفهم لتركيز القنوات الفضائية على المشاهير؛ بقصد البحث عن متابعين، وهو الهدف الأساسي لبعض القنوات، في حين وقف برنامج «من الصفر» ثابتاً على رأس البرامج الأكثر تأثيرا وطرحا هادفا. خيوط جريئة قال الناقد الفني، فهيد اليامي، ل«الوطن»: «إن البرامج الدرامية وُجدت بها خيوط جريئة في الطرح والألفاظ دون وجود ابتكار، وبالتالي فقدت متعة العمل»، مقرا أن البرامج الموسمية الرمضانية أصبحت أشبه ب«غسيل الضيوف» بسبب تكرارهم في معظم البرامج، معربا عن أسفه من عدم وجود أفكار جديدة تطل على الجمهور، حيث إن جميع البرامج والحلقات المباشرة أصبح يرتب لها مسبقا من جانب المحاور والضيوف.
عدم تركيز ذكر المحلل النفسي والمتخصص في الدراسات والقضايا الأسرية والمجتمعية، الدكتور هاني الغامدي، ل«الوطن»، أن رمضان هو موسم لكثير من البرامج والمسلسلات والأمور التي تداعب يقينا بشكل مباشر مشاعر المتلقي، إلا أن حالة السخط انتشرت بكثرة تجاه معظم البرامج، بسبب اعتماد الممثلين على أسلوب مبتذل وأقرب إلى التهريج، مشددا على أن برنامج «من الصفر» الذي يقدمه الإعلامي مفيد النويصر، هو برنامج هادف يمزج بين العمل الإعلامي الرصين ويبث حالة من التحفيز الإيجابي بسرد عدد من الشخصيات الناجحة لبعث الأمل في نفوس الشباب. وبين الغامدي أن أكثر البرامج أصبح اعتمادها على استثارة المشاعر، بسبب السيناريو الضعيف الذي تمتلكه، مرجعا سبب ذلك إلى أن الاستثارة بالبكاء في بعض البرامج هي استثارة موقفية ضمن مشاهد غير مترابطة، ولا تؤدي إلى الخروج بنتيجة سلوكية وإنما مشاهد تستنزف بعض المشاعر عند المتلقي. تكدس الأعمال قال الناقد الفني، يحيى مفرح، ل«الوطن»: «إن الإصرار على التعامل مع وكالات الإعلان والتسويق جعل القنوات مكانا لتكدس الأعمال في رمضان، وهو ما أوصلنا لهذا النتاج الهش، مطالبا بتوفير عقليات تدير المشهد باقتدار كبير، موضحا بأن المملكة مليئة بالعقول والكفاءات وهي تراهن حاليا على القطاع الثقافي والفني في مخاطبة الرأي العام العالمي». وشدد مفرح على أن «التصحيح يبدأ بإسناد المسؤولية لمن هو جدير بها، عوضا عما يسيء المتلقي بمنتجات درامية وبرامج ضعيفة، مقرا بأن احترام وعي المتلقي وتقديم ما يلبي احتياجاته يعتبر حقا له».
تجارة ربحية أكد الكاتب والناقد الفني والأدبي يسري زيدان، ل«الوطن»، أن القنوات والبرامج استغلت الشهر الكريم لبث أعمالها، حتى أصبح الأمر تجارة وربحا، مرجعا سبب ذلك إلى اتجاه الشركات المنتجة خلف القنوات للإعلان فيها إلى أن أصبحت الفواصل تجلب الأموال الطائلة. وأشار زيدان إلى أن الأعمال الدرامية والبرامج التي تعرض في رمضان أصبحت شرطا أساسيا لجميع القنوات، معربا عن أسفه بأن جميع المذيعين من سنوات يعيشون على صرخات واستغاثات ضيوفهم الذين يصبحون ضحايا بعد نسج الخيوط حولهم، مؤكدا أن المشاهد هو فريسة هذه الخيوط التي نسجت حول العقل والقلب، موضحا أن المشاهد أصبح واعيا بالبحث عن البرامج الناجحة التي تفيده كبرنامج من الصفر الذي يستهدف إبراز شخصيات ناجحة في السعودية والوطن العربي.
أسباب ضعف البرامج الرمضانية الاعتماد على استثارة المشاعر. سيناريو ضعيف ومكرر. الاهتمام بعوائد الإعلانات. استخدام المشاهير لاستقطاب أكثر عدد من المتابعين. اعتماد بعض المذيعين على الأسلوب المبتذل.
برنامج «من الصفر» 01 يقدمه الإعلامي مفيد النويصر 02 يتميز بالعمل الإعلامي الرصين 03 يبث حالة من التحفيز الإيجابي لبعث الأمل في نفوس الشباب.