في عام 2014 كتبت "أفلام مفيد النويصر.. فسحة من الأمل"، تناولت فيها تجربة الزميل مفيد في طرحه لحلقات على اليوتيوب بعنوان "من الصفر"، تتناول شخصيات غير مستهلكة إعلامياً وبعضها غير معروف إعلامياً بسرد يتناول جوانب مضيئة من حياتهم، وبأسلوب إعلامي ممتع، كان ذلك في عز انتشار موضة اليوتيوب وتعدد البرامج وخصوصاً التي تعتمد على السخرية وأحياناً تجاوز الخطوط الحمراء وهذا الأمر كان مطلوباً كثيراً، في ظل مجتمع عاش على الإعلام الرصين والمؤدب! بالأمس ما توقعته بالنسبة للنويصر كنت شاهداً عليه، فبعد نجاح برنامجه "من الصفر" على قناة MBC لم يتوقف عند هذا الحد، بل جسد هذا النجاح بخبرته الصحفية من خلال كتاب "لحياكة الصبر حكاية"، الأمر هنا ليس بإصدار الكتاب، ولكن التهافت الكبير على اقتنائه، مما جعله يوقع الكتاب بمعرض الكتاب وبموقع آخر، هنا نحن أمام وقفة مهمة لما يطلبه المشاهد، أحياناً كثيرة أشاهد الكثيرين من مختلف الأعمار يلتقون بمفيد ويشيدون ببرنامجه، رغم أنه من الوهلة الأولى قد تعتقد أن المشاهد الآن لا يهتم بمثل هذه النوعية من البرامج، وأن لها مشاهداً خاصاً، يجعل الكثير من القنوات تتردد وترفض أحياناً المغامرة بوضع مثل هذه البرامج في قائمة برامجها، ويصل الأمر وحسب معرفتي لقيادات تلفزيونية أن يذكر لك أن المشاهد لا يحب إلا برامج الغناء والمسابقات. تجربة مفيد ليست بعيدة عن تجربة د. عيد اليحيى ببرنامجه "على خطى العرب"، والذي تعب كثيراً لإقناع العديد من القنوات لعرض فكرة برنامجه ولم يجد أي اهتمام، حتى عرضه على اليوتيوب ونسبة التفاعل والمشاهدات جعلت قناة العربية تتغزل به، ويكون فيما بعد من أبرز البرامج الثقافية التي تنتجها القناة وتفاخر بها. المشاهد لا يهمه أن تدفع الملايين لتكون التلفزيون الحصري للعرض الأول لمسلسل رمضاني، وليس الأمر برامج تحاول أن تخرج من الرسمية وتكون جريئة في مخاطبة مسؤول، المشاهد يحتاج لمحتوى إعلامي يحترم ذائقته، أصبح يمل من المذيع الذي يدعي الجرأة وأحياناً قلة الذوق العام مع الضيوف. نجح داود الشريان من خلال الثامنة، وللأسف الكل يريد أن يصبح الشريان، هو مرحلة كانت غير موجودة وتقبلها المشاهد في حينها وتقريباً لم تعد تثير اهتمامه الآن. سعيد أن أكتب بعد أكثر من أربع سنوات عن تجربة إعلامية ثرية، ويسعدني أن يحترم إعلامنا المرئي سواء الحكومي أو الخاص ذائقة المشاهد بالمحتوى الذي يقدمه، ولا يعتبر من في يدهم القرار في القنوات أنهم أوصياء على المشاهدين. Your browser does not support the video tag.