ما إن تضع يدك على سفرة السحور، إلا ويطل الإعلامي مفيد النويصر عبر شاشة "mbc" في برنامجه اليومي "من الصفر"، ليفتح معك صفحات من التاريخ لشخصيات عصامية من السعودية. ويقلب مفيد تاريخ عقود مضت من الكفاح لبعض المسؤولين ممن كبروا في السن حالياً، أو ممن رحلوا وتركوا سيرة عطرة من الوطنية والكفاح وحب العمل. والتاريخ هنا لا يكون عبر صفحات يسردها مقدم البرنامج، بل شخصيات تمثل وتجسد حالة الضيف منذ أن كان صغيراً وبين حواري مدينته أو باديته كما كان في أولى حلقات البرنامج لوزير البترول والثروة المعدنية السابق علي النعيمي. واستفاد رئيس تحرير البرنامج مفيد النويصر من تميزه في سنواته الإعلامية في كتابة قصص الناجحين والمكافحين، الأمر الذي ساعده في اكتساب مخزون عالٍ من المعلومات حول قصص الناس ومن كل مكان، بل هذا المجال جعله شغوفاً في تتبع سير الشخصيات السعودية الناجحة. ويقول مفيد النويصر: إن فروقات كثيرة بين الجزء الأول الذي قُدِّم العام الماضي، والجزء الحالي الذي يعرض في رمضان، منها ما هو متعلق جزء في الجانب التحريري والفني الذي عملنا على تطويره أنا وزملائي، و"أعتقد أننا وفُقنا في تحقيق نسبة مرتفعة مما خططنا له. وآخر في تقبل الضيوف أنفسهم لفتح قلوبهم عبر برنامج مختلف؛ يمنحهم الفرصة لتقديم أنفسهم بالشكل الذي يليق بمسيرتهم بعد نجاح الموسم الأول". وبرنامج "من الصفر" الذي يستمتع فيه المشاهد، لم يكن إعداده وإخراجه بسهولة كما يتوقعه البعض، فهناك الكثير من الصعوبات التي واجهت فريق العمل، أهمها عندما لا يجيب الضيف على الاتصالات والرسائل، فضلاً عن رفض بعضهم تسليم الصور الخاصة به للبرنامج بحجة أنه مشغول، وهذه الأمور ساهمت في زيادة التوتر لدى فريق العمل، ما جعلهم يعملون حتى ساعات طويلة قبل وأثناء رمضان سعياً لإنهاء كافة الحلقات. ويروي النويصر بعضاً مما وجهه، فيقول: كنت أمام خيارين صعبين، أن تخرج الحلقة ضعيفة فنياً وهو أمر صعب قبوله، أو أن يتحول الأمر إلى موقف شخصي بيني وبين بعض الضيوف وأضطر لحذف الحلقة، وهو مخالف لقناعتي الشخصية أنه يستحق الظهور بقصته. "صدقاً، نحن نبذل جهود جبارة ونواجه كثيراً من الظروف الصعبة من أجل إخراج حلقة متكاملة مهنياً، يستمتع بها المشاهد وهو ما لا يشعر به بعض الضيوف بعد انقضاء التصوير". ويكشف مفيد النويصر بعض خفايا البرنامج، ويوضح أن كل قصة يتم التعامل معها على أنها فلم "وثائقي درامي"، يتطلب ممثلين ومشاهد تعبيرية، ومواقع تصوير داخلية وخارجية، بجانب التصوير في مدن مختلفة، بمعنى أنه عمل فني متكامل ولكن بحجم أصغر من المسلسلات بكل تأكيد، حيث إنهم يحتاجون مشاهد محدودة داخل الحلقة الواحدة. وحول اختيار ضيوف البرنامج أكد مفيد النويصر أن معايير الاختيار يضعها بنفسه، بناءً على معرفته بتفاصيل القصة، بجانب التنوع الذي يود أن يصل له بعد تحديد الضيوف "وهو أن أكون قدمت شخصيات من أماكن مختلفة، بقصص وأحداث مختلفة"، حتى لا يخرج البرنامج ب 30 حلقة متشابهة في الأحداث والمكان والتفاصيل الدرامية، أو من منطقة واحدة فقط. مفيد النويصر بدأ حياته في المجال الإعلامي، من الشركة السعودية للأبحاث والنشر عبر صحيفة "المسلمون" الدولية، وانتهاءً بصحيفة الاقتصادية، فصحيفة "شمس" وأخيراً العمل في مجموعة "MBC" مديراً للإعلام الجديد. ويؤكد مفيد النويصر أن بعض الحلقات أخذت منه وقتاً كثيراً لإخراجها للمشاهد، ما جعله يغيب كثيراً عن أسرته، وها هو يقدم عبر صحيفة "الرياض" اعتذاره لوالدته وزوجته وأبنائه وعائلته عن الغياب الطويل عنهم في شهر رمضان، فهو حريص على إكمال الحلقات ومواصلة النجاح.