بانتهاء شهر رمضان، ينقضي الموسم الأكبر للأعمال الدرامية العربية، وتبدأ التصور النقدي للأعمال، وتوجه عادة سهام النقد وتنشط في فترة نهايات الموسم، وأكد عاملون في المجال الفني والدرامي في السعودية استياءهم من سطوة المعلن على حساب العمل، بيد أن البعض رأى أن الخطأ الذي يقع فيه المتلقي العربي مقارنة الأعمال المحلية بالعالمية. وأبدى المنتج والممثل محمد بخش ل«الحياة» عدم تأييده للدراما والأعمال الموسمية والتي تنحصر في شهر معين من العام، مؤكداً أن ذلك يأتي في مصلحة الإعلام، بينما هو ليس في مصلحة المتلقي. وأضاف: «إن سبب تضخم البرامج بأشكالها كافة هو المافيا الإعلانية، إذ إن رمضان وبعض المواسم تعتبر فرصة للمعلن، فتجده هو المسيطر في هذه الفترة الزمنية ومن خلالها يحدث التضخم، إذ نرى كل المسلسلات والبرامج في آن واحد ووقت واحد، ما يؤدي إلى حدوث تخمة لدى المتلقي، وبالتالي لا يستطيع متابعة جميع المسلسلات والبرامج، ما يؤدي إلى عدم وجود تقويم واضح، كما أن المتلقي لا يعلم الجيد من الرديء من المسلسلات، مطالباً بدراسة هذه البرامج التي تتسبب في التخمة الرمضانية من جديد بشكل أفضل. من جهته، أشار المخرج محمد العلمي ل«الحياة» إلى وجود مشكلة تعاني منها المسلسلات، وهي مقارنة الإنتاج المحلي بالأجنبي. وقال إن المتلقي مع العولمة والتقدم التكنولوجي أصبح لديه وعي فعندما يحضر المسلسلات والأفلام الأجنبية ويقوم بعمل مقارنة مابينها وبين العربية، فإنه يجد أن هناك ضعفاً في الإنتاج المحلي. وأشار إلى الضعف الكبير الذي يعتري النصوص المحلية، إضافة إلى عدم وجود الجرأة في الطرح، كما أن كثرة المسلسلات وقلة الكتاب تجعل القصص والنصوص والحوارات متشابهة، ولا يوجد اختلاف أو تغير سوى في الشخصيات، مؤكداً على أنه لو اعتمد هو شخصياً في عملة فقط على النصوص التي تنال إعجابه لكان توقف عن العمل منذ 2004. وأضاف المخرج العلمي أن المشكلة التي تواجه المخرجين أيضاً هي أن النصوص التي تعرض عليهم وتحوي قدراً كبيراً من الدراما أكثر من الطبيعي بكثير، إذ توجد مبالغة في الحوار ومبالغة في الأحداث، مبيناً أن المخرج لا يستطيع أن يعمل على النصوص، ذلك أن الجهد لا يتجزأ وكل شخص له وظيفته سواء كان مخرجاً أم كاتباً أم منتجاً أم غيره. وأوضح أن الجمهور في بعض الأحيان لا يتقبل الشيء الجديد، ما يؤدي إلى حدوث تدن في الأداء، ذلك أن المخرج يضطر إلى عمل ما يعجب الجمهور بغض النظر عن الجودة، مؤكداً أن ذوق الجمهور يقيد المخرج في كثير من الأحيان. وشدد على غياب الجرأة في الطرح حتى الآن، وقال إنه لا يوجد من يطالب بهذه الجرأة، معتبراً أن الواسطة والمعرفة والمحسوبية تدخل في الأعمال من كل الجهات، فتؤثر على المسلسلات والمشاركين فيها من مخرجين ومنتجين وممثلين بشكل سلبي. أما الكاتب والمخرج يحيى باجنيد فقد أكد ل«الحياة» أن رمضان يعتبر أكبر موسم للاهتمام بالبرامج الدرامية أو الخاصة وكأن العام كله عبارة عن شهر واحد فقط، وتساءل باجنيد عن الغرض من حشد جميع البرامج والمسلسلات في رمضان والسبب في تضخم البرامج بجميع أشكالها والسبب في عدم عرض النصف منها على الأقل في بقية أشهر العام، ذلك أن المتلقي لن يستطيع متابعة كل ما يعرض على القنوات وبالتالي لن يستطيع تقويم الأعمال المطروحة. وأشار إلى أنه من الملاحظ أن المسلسل الواحد يتكرر في عدد من القنوات ما يخلص إلى أن هناك اهتماماً بالكمية وليس بالنوعية، ودعا إلى ضرورة وجود ما يشبه العرف الإعلامي بين المحطات التلفزيونية لتختص كل قناة تلفزيونية بتقديم مسلسل أو برنامج معين للخروج من دائرة ارتفاع أسعار هذه المسلسلات والبرامج. وأكد أن جميع الفنانين والمخرجين والمنتجين يحرصون العمل في رمضان بغض النظر عن المحتوى ما يجعله في غالبية الأحيان محتوى سقيماً ورديئاً، بينما تكون أشهر السنة الباقية فارغة من الأعمال وإن وجدت فهي أعمال رمضان المعادة التي لم يشاهدها إلا قلة من الناس.