أعاد الفنان التشكيلي إبراهيم الألمعي البيئة العسيرية القديمة من خلال معرضه الشخصي الذي أقيم في عسير مول مساء أول من أمس، حيث بدت لوحاته كنوافذ على ماضي البيئة العسيرية الجنوبية التي يرى كثير من أبنائها أنها افتقدت الآن بساطة الماضي القريب. وبدت لوحات الألمعي الفنية المستلهمة كذاكرة بصرية للحضور، حيث عبرت عن الحياة الواقعية لطبيعة المكان وعفوية الإنسان البسيط. ولم يخف الألمعي في رسوماته وجوها وشخصيات وأماكن عايشها من خلال لمحات يومية كان يمر بها في الحياة، حيث ارتسمت في مخيلته الفنية ليجسدها في لوحاته التي ركزت على تعبيرات الأماكن وبعض اللقطات والحركات التي تميز المنطقة العسيرية. وضم المعرض الذي افتتحه المدير التنفيذي لجهاز السياحة في عسير أمين عام مهرجان أبها عبدالله مطاعن 39 لوحة، تمازجت فيها الألوان الزيتية، وشغلت اللوحات التي تعبر عن الطبيعة الصامتة حيزا كبيرا من الرسومات بهدف التعرف على المكان والحياة اليومية في عسير كاشفة عن القرية أو الحارة والأماكن السياحية والتراثية بعسير التي أثارت مخيلة الفنان، وكذلك البيوت القديمة التي كان الطين مادتها الأساسية، إضافة إلى لوحات جسدت حضور الخيول التي كانت تعيش في وسط الناس في عسير. وأوضح الألمعي ل"الوطن": أن المعرض استغرق وقتا للإعداد له بالشكل المطلوب، لافتا أن عنونته ب"البيئة العسيرية والألمعي" ترمي إلى تسليط الضوء على الحياة التي كان يعيشها الآباء والأجداد في منطقة عسير ومحافظاتها، وكذلك إعادة الصور والأدوات المستخدمة في تلك الفترة، مشيرا إلى أن هذه الرسومات عادة ما تربط إنسان الحاضر بماضيه وما طرأ عليه من متغيرات في حياته اليومية والمعيشية. ويستمد الألمعي تجربته من عدة مدارس فنية على حد وصفه لكنه يميل إلى المدرسة الواقعية التأثيرية والتجريبية، موضحا أن الانسجام بين الألوان هو أهم ما يميز اللوحة الفنية الجيدة.