كشف الشاعر السعودي عبداللطيف بن يوسف، 4 صعوبات تواجه الشاعر والمطرب والملحن في المزج بين الشعر العربي الفصيح بالموسيقى والألحان، والصعوبات هي: اختيار وانتقاء النصوص الشعرية المتوافقة مع الألحان والموسيقى وتتوازى مع قصائد أخرى مدمجة معها، تلحين بعض القصائد (وتحديداً القصائد غير الغنائية) وقد تتطلب أسماء كبيرة متخصصة في الألحان، بالإضافة إلى تنوع الألحان على عازف واحد، واستنزاف وقت طويل للتدريب على الألحان والعزف عليها، مستشهداً في ذلك باستغراق 3 أشهر لمزج 10 مجموعات شعرية بالموسيقى والغناء. وأشار بن يوسف، خلال حديثه ل«الوطن» على هامش مشاركته بأمسية حملت عنوان: «مزج» في برنامج «أيام ثقافية في الأحساء»، بتنظيم من الهيئة العامة للثقافة، بالتعاون مع أمانة الأحساء، وذلك على المسرح الروماني في ساحة مركز الإبداع الحرفي (الفريج التراثي) خلف أمانة الأحساء، وبمشاركة المطرب أكرم المطر، وعازف العود محمد الحضيري، إلى استمراره في هذا الشكل (المزج)، وهو شكل مبتكر، قائم على مزج الشعر والغناء والموسيقى، علاوة على اختلاط الأصوات (الصوت الرئيسي للشاعر، وبعض القصائد والأغاني الأخرى)، واصفاً إياها بأنها تجربة كاملة يستطيع الإنسان الخروج فيها بحالة شعرية، وبحالة جماعية وليست بحالة أنانية، وفيها أكثر تنوعية وتعددية، ومحاولة الانتماء إلى الأعمال الجماعية بدلاً من الأعمال الفردانية. وقال إن الأمسية، شهدت مزج 10 قصائد «فقرات»، بينها: نص وطني، ونصان غزليان، ونص ذاتي، والأخرى نصوص وجدانية «تباريح ذاتية»، لافتاً إلى أن الكثير من النصوص ذاتية أكثر منها غزلية، لافتاً إلى أن الغزل هو وصف، وأن المرأة شريك فوجودها طبيعي في الحياة والقصيدة والعمل وفي كل شيء، ومضى بقوله: لا يمكن الجزم في وجود المرأة في القصيدة هو مجرد غزل، مؤكدا أن المرأة متواجدة في القصائد الحياتية والاجتماعية والذاتية. وأضاف أن بدايته في المزج، من خلال إصراره على دمج المجالات الفنية بعضها البعض، لاسيما وأن الشعر العربي هو شعر غنائي، وشعر إيقاعي، ووجود الآلة الموسيقية أمر طبيعي، وأن المطرب يغني جزءا من القصائد التي يقرؤها الشاعر، بجانب المشاركة بأبيات شعرية أخرى لشعراء آخرين، وتم اختيار قصائد شعرية لشاعرين من الأحساء، وهما: جاسم الصحيح، ومحمد الجلواح. وكان الشاعر بن يوسف، قد قرأ في أمسية «مزج» القصائد، وبعد كل قصيدة أدى المطرب أكرم المطر القصيدة غنائياً مصحوبة بالألحان والعزف على العود من العازف محمد الحضيري. واستهل مدير الأمسية الأديب يونس البطاط، بالإشارة إلى أن الشاعر بن يوسف، شاعر سعودي يخاطب قلب وعقل الإنسان، بغض النظر عن اختلاف لغته وثقافته، خلال مشاركته الشعرية في خارج المملكة وتحديدا في بعض الدول الأجنبية.