شكلت الدورة الثانية من مهرجان «بيت الشعر»، التي اختتمت يوم الأول من أمس، حدثًا استثنائيًا في مدينة الدمام، من خلال اختيار الشاعرة فوزية أبوخالد عنوانًا للدورة، ومشاركة العديد من الشعراء السعوديين والعرب، بالإضافة إلى فتح مسارات إبداعية مختلفة لتصب في نهر الفعاليات المتدفق شعرًا وموسيقى، ليحضر التشكيل، والغناء، والتصوير الفوتوغرافي، وفن الفيديو في تلازم إبداعي أثراء الأمسيات. جاءت الانطلاقة يوم الخميس الماضي، على مسرح جمعية الثقافة والفنون بالدمام في أمسية كللت بتكريم فوزية، التي جاءت كلماتها خلال لحظة التكريم قائلة: «عند القدوم للمهرجان من أجل التكريم لم أتمالك نفسي من الفرح، وسيأتي يوم وتحتفي فيه الحياة بكل من يؤرقه ضمير وكل من يعيش على أمل وكل من يحيى على حب وهذا اليوم قد أتى، فشكرا لكم جميعا وشكرا لرفاق الضمير وشكرا لرفاق الأمل والحب شكرا لأرض الشرقية ونخلها وصباياها وناسها وحساها وسيهاتها وبحرها وشعرائها». التشكيل وغناء وموسيقى من منصة الاحتفاء والتكريم اتجهت «فوزية» لتفتتح معرض «تشكيل 2»، وفي جنباته غازلت الريشة والألوان القوافي والأشعار، متضمنًا بين أركانه 21 عملًا تعددت بين التشكيل والصورة الفوتوغرافية وفن الفيديو، جميعها تترجم كلمات 21 شاعرًا هم شعراء مهرجان بيت الشعر، في تجربة جديدة في المنطقة تتداخل فيها لغة القصائد الشعرية مع لغة الصورة والشكل واللون.. وجاء المعرض تحت إشراف الفنان زمان جاسم، الذي طرح عملا بالفيديو آرت بعنوان «نافذة فوزية»، كما تم عرض فيلم وثائقي عن حياة المكرمة، وقراءة لنصوصها الشعرية من قبل شعراء وشاعرات. وحضرت الموسيقى في حفل الافتتاح بعزف على البيانو من العازف غسان الجشي، كما قدمت فرقة جمعية الثقافة والفنون في الدمام أدي أغنية «النساء» وهي من كلمات فوزية أبو خالد وألحان محمد عبدالباقي، أداها الفنان عماد محمد من ألحان الفنان محمد عبدالباقي، وعقب الحفل تم توقيع كتاب «كمين الأمكنة 1» وكتاب « ليس للأحلام أن ترحم أصحابها» شهادات عن تجربة الشاعرة الممتدة بين الشعر والصحافة والتأليف الفكري وتشمل 50 شهادة من أدباء وشعراء عرب وسعوديين. كما وقع الشاعر علي الدميني كتابه الجديد عن تجربة الشاعرة فوزية أبوخالد.. ولم يخل حفل الافتتاح من كلمات باذخة في حق المحتفى بها.. أمسيات متنوعة عقب الافتتاح توالت الأمسيات الشعرية والفنية طيلة أيام المهرجان الأربعة بمشاركة الشعراء: عصام السعدي، محمد الدميني، وضحى المسجن، عبدالوهاب أبوزيد، تمام التلاوي، أحمد الصحيح، نجوم الغانم، خالد السنديوني، محمد بنيس، محمد عبدالباري، أحمد كتوعة، محمد حبيبي، أبرار سعيد، هيلدا إسماعيل، خالد البدور، صبري رحموني، سماء عيسى، إبراهيم حسن، علي الفيلكاوي، محمد خضر.. وتناغمه مع الأمسيات المختلفة مصاحبات موسيقية وغنائية، الفنان سلطان العشي على آلة القانون، والعازف عبدالله الكعبي على آلة الساكسفون.. وغيرهما.. وشاركت في المهرجان عروض فنية أدائية، حيث يقدم المخرج ياسر الحسن مسرحية «الشرقي الذي فقد»، تمثيل حسين يوسف، كما عرض أعمال فيديو آرت يوميا للفنانين «سارة أبوعبدالله» بعنوان «سمكة تائهة»، وقدمت الشاعرة والفنانة ضياء يوسف فيديو أبيض وأسود بعنوان «القصيدة»، وقدم صانع الأفلام والمصور الفوتوغرافي محمد الفرج «فيديو أبيض وأسود»، وقدمت المخرجة السينمائية والمصورة ريم البيات فيديو حول الشعر بعنوان «لم يكن وهما، وقدم المخرج والمصور عوض الهمزاني عملا بالفيديو ارت بعنوان «أحد عشر دقيقة صمت «. وشارك الفنان والشاعر البحريني محسن المبارك بعرض فني تفاعلي بعنوان «عيون بلا عيون» زاوج فيه بين البوب ارت والأعمال التركيبية وإعادة التدوير. ليكتب المهرجان سيرة الختام يوم الأول من أمس بأمسية شعرية، جرى فيها تكريم المشاركين في المهرجان من الشعراء.. كما قدم الفنان فيصل العمري موال «قولوا له روحي فداه» شعر أحمد شوقي تلاه بأغنية «والله عذاب» كلمات: ليم والحان وأداء: فيصل العمري، ثم أغنية طلال مداح «أقبل الليل» كلمات: يسلم بن علي وألحان طلال مداح، ثم موال «مالم تقله زرقاء اليمامة» شعر: محمد عبدالباري، مختوم بمطلع دانة «بسم الله» باللحن المكي الشهير، ثم أغنية طلال مداح «آه يا ويلاه» كلمات: الأمير بدر بن عبدالمحسن وألحان: سراج عمر، ثم أغنية طلال مداح «لا بكا ينفع وشكوى تفيد» كلمات: محمد سعد عبدالله الحان: طلال مداح، قبل أن يختتم بقصيدة للدكتورة فوزية أبو خالد «هل جئت هل أنت هنا.. وانهار جدار»، وشارك فيصل العمري الإيقاعات محمد قريش ومحمد مقيبل. وكان قبله قد صعد على المسرح الفنان عماد محمد ليقدم وصلة من المعزوفات على العود ثم يغني قصيدة للشاعر محمد الدميني «لم يزل ضوء نافذتي يستفير الغبار» ألحان محمد عبدالباقي. وكرمت الشاعرة فوزية أبو خالد شعراء الأمسية الثالثة، كما أهديت لوحات المعرض التشكيلي «شكل2»، واختتم المهرجان الذي قدمته الشاعرة ضياء يوسف، بقصيدة «من» للشاعرة فوزية أبوخالد.