بالتزامن مع تحركات عسكرية من الجانب التركي، في ظل تهديدات بعملية تستهدف شرق الفرات مدعومة بالفصائل المعارضة الموالية لأنقرة، فإن استنفارا تشهده مناطق شرق الفرات من قبل قوات سورية الديمقراطية «قسد» ووحدات حماية الشعب الكردية، تحسبا من أي هجوم تركي مباغت. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه رصد تحليقا للطائرات التركية في أجواء الشريط الحدودي مع شرق الفرات، وإن طائرات الاستطلاع التركية حلقت في سماء القطاع الغربي من ريف عين العرب «كوباني»، وصولا إلى منطقة تل أبيض بريف الرقة، مشيرا إلى أن الطائرات حلقت في سماء المنطقة، ودخلت للعمق السوري ضمن منطقة شرق الفرات. وحسب المرصد فقد ترافق ذلك مع استنفار كبير لقوات سورية الديمقراطية، فيما عمدت القوات الأميركية إلى تكثيف دورياتها في المنطقة الممتدة على الشريط الحدودي من سلوك إلى منطقة تل أبيض. وجاءت التعزيزات الأخيرة بالتزامن مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في وقت سابق، عزم بلاده إطلاق حملة عسكرية في غضون أيام، لتطهير منطقة شرق الفرات في سورية، من قوات سورية الديمقراطية و»وحدات الحماية الكردية»، فيما حذرت الولاياتالمتحدة وأوروبا من هذه الخطوة. طرد داعش اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أن استعادة الأراضي الأخيرة الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في سورية تبقى «الأولوية المطلقة»، مع العلم أن المقاتلين الأكراد قد لا يلتزمون بهذه الأولوية في حال حصل الهجوم التركي المتوقع عليهم. وصرح لودريان في بياريتز بجنوب غرب فرنسا، أول من أمس، حيث كان يعرض أولويات الرئاسة الفرنسية لقمة مجموعة الدول السبع في 2019، أن داعش يحتفظ بمواقع في شرق البلاد، وأن استعادة قوات سورية الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي لهذه المواقع، هو الأولوية المطلقة». وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد أعلن في وقت سابق أنه عازم على «التخلص» من المقاتلين الأكراد، المنتمين إلى وحدات حماية الشعب، التي تقاتل تنظيم داعش في شرق البلاد، إذا لم يرغمهم الأميركيون على الانسحاب. ورأى لودريان أنه «يجب تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة من التنظيم الإرهابي، خصوصا على أيدي القوات الكردية والعربية، التي ندعمها، والتي قدمت في هذا القتال تضحية بارزة»، مبينا أنه «لن يكون هناك انتصار دائم على داعش ولا عودة آمنة وطوعية للاجئين والنازحين، من دون أن يكون هناك حلّ سياسي مقبول من جميع السوريين».