بات المقاتلون الأكراد السوريون الأحد على مشارف مدينة تل أبيض الحدودية التي يسيطر عليها تنظيم داعش الذي يستخدمها كممر عبور لمقاتليه عبر الحدود مع تركيا، بحسب ناشطين والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وتتقدم القوات الكردية نحو المدينة الإستراتيجية بمؤازرة فصائل معارضة ودعم من غارات طيران قوات التحالف. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن وحدات حماية الشعب الكردي تقدمت السبت نحو تل أبيض، وباتت على بعد 5 كم من المدينة التي تقع في محافظة الرقة معقل التنظيم. كما تمكنت القوات من السيطرة على 20 قرية على الأقل تقع إلى جنوب غرب المدينة، بحسب المرصد. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن القوات باتت على المشارف الشرقية للمدينة مشيرًا إلى أن «الجبهة الجنوبية الغربية هي الأصعب نظرًا لاكتظاظها بالسكان». ولفت الناشط الكردي ارين شيخموس الذي يرتاد يوميًا الجبهة مع القوات الكردية «أن مدينة تل أبيض باتت محاصرة بشكل شبه كامل». وأجبرت هذه المعارك في شمال سوريا الكثير من السكان العرب والأكراد على الهرب نحو المناطق الواقعة تحت السيطرة الكردية، كما تجمع آلاف الأشخاص الأحد على الحدود التركية لطلب اللجوء، بحسب الناشط. ولم يتبق في مدينة تل أبيض سوى 150 جهاديًا الذين هددوا بالانسحاب ما لم يتلقوا تعزيزات من الرقة «عاصمة» الخلافة التي نصب التنظيم نفسه وليًا عليها، حسبما أوضح عبدالرحمن. وأضاف مدير المرصد: «لكن قادة التنظيم لن يتمكنوا من إرسال إمداداتهم لأن غارات التحالف الدولي تستهدف أرتال التنظيم». وأعلن ناشط كردي آخر من مدينة كوباني مصطفى عبدي «إننا ننتظر أن يتم تحرير كامل الشريط الحدودي من شمال شرق سوريا إلى كوباني (عين العرب)». ويرى عبدي أن القوات الكردية تسعى لقطع الطريق الحيوي للتنظيم الذي يصل تل أبيض بالرقة. وتمكنت القوات الكردية من قطع الطريق المؤدية إلى شرق مدينة تل أبيض بعد أن قامت بطرد جهاديي التنظيم من مدينة سلوك المجاورة. وأشار عبدي إلى أن التنظيم الذي كان يستخدم سلوك كقاعدة بشرية ومخزنًا لعتاده «قد انسحب بشكل كامل (من المدينة)، وتقوم الوحدات الكردية بتمشيط المدينة وإزالة الألغام والسيارات المفخخة». الموقف التركي وعلى الطرف الثاني من الحدود أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قلقه من تقدم القوات الكردية مشيرًا إلى أنها قد تشكل تهديدًا لتركيا في المستقبل. وأغلقت تركيا خلال الأيام الماضية حدودها أمام آلاف السوريين الفارين من المعارك بين القوات الكردية ومقاتلي داعش. وقال أردوغان: إنه يتم استهداف عرب وتركمان خلال تقدم القوات الكردية، مؤكدًا أن تركيا استقبلت حوالى 15 ألفًا منهم الأسبوع الماضي قبل إغلاق الحدود. وأضاف إن مقاتلي حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي وحزب العمال الكردستاني يسيطرون على الاماكن التي يغادرها اللاجئون. وقال للصحافيين من بعض وسائل الاعلام التركية على متن طائرته الرئاسية اثناء عودته من اذربيجان: «إن هذا ليس مؤشرا جيدا»، وتابع «قد يؤدي ذلك الى انشاء كيان يهدد حدودنا. على الجميع ان يأخذ بالاعتبار حساسيتنا تجاه هذا الموضوع». ولم يعلق اردوغان بشكل مباشر على اغلاق الحدود امام اللاجئين. وتعتبر تركيا مع حلفائها الغربيين حزب العمال الكردستاني «إرهابيًا». كذلك تتهم أنقرة حزب الاتحاد الديموقراطي بأنه الجناح السوري التابع لحزب العمال الكردستاني. وطالما اعرب اردوغان عن قلقه من دعم الغربيين للقوات الكردية في سوريا على اعتبار أن من شأن ذلك ان يقود حزب الاتحاد الديموقراطي للسيطرة على شمال سوريا. وقاتل حزب العمال الكردستاني السلطات التركية في تمرد امتد لسنوات طويلة وخلف عشرات آلاف القتلى من الجانبين. وبحسب تركيا فإن الاولوية في النزاع السوري هي الاطاحة ببشار الاسد. اما الغرب فيفضل التركيز على هزم جهاديي تنظيم داعش. وكانت وجهت اتهامات الى تركيا بدعم المقاتلين الاسلاميين، الامر الذي تنفيه انقرة مشددة على انها ايضا تعتبر «تنظيم داعش» تنظيمًا إرهابيًا.