جددت روسيا أمس مطالبها بضرورة إنهاء وجود الميليشيات في سورية. وطالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جميع التشكيلات الأجنبية بضرورة مغادرة منطقة خفض التصعيد جنوب غربي البلاد، مضيفا «لدينا اتفاقات معروفة جيدا حول خفض التصعيد في تلك المنطقة، وقد تم التوصل إليها بين روسياوالولاياتالمتحدة والأردن»، معتبرا أنها يجب أن تعزز الاستقرار بعد إنهاء وجود جميع القوات غير السورية منها. يأتي ذلك في وقت صرح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أول من أمس، بأن وحدات حماية الشعب الكردية ستنسحب من مدينة منبج حتى نهاية فصل الصيف في حال تم التوصل لاتفاق مع الولاياتالمتحدة، مشيرا إلى أن وحدات أميركية وتركية ستتولى إدارة المنطقة بعد خروج الوحدات. وأشار أوغلو إلى أن تأييد خارطة الطريق بشأن سورية سيكون الموضوع الأساسي لمباحثاته مع نظيره الأميركي مايك بومبيو في واشنطن بعد أيام، لافتا إلى أن خارطة الطريق التي تم التوصل لها مع واشنطن لا تقتصر على منبج فقط بل على الشمال السوري برمته. ميليشيات إيران تتصدر أكد مراقبون للشأن السوري، أن الميليشيات الإيرانية باتت تواجه حتمية الطرد من الأراضي السورية، وذلك بعد المطالبات الروسية والدولية بضرورة إخراجها وفق خطة زمنية للتسوية في سورية. وكانت مصادر ميدانية قد تحدثت مؤخرا عن تنفيذ انسحابات جماعية قامت بها ميليشيات أجنبية من مواقع لها في جنوبي سورية على رأسها ميليشيات حزب الله اللبناني. وأوضحت المصادر التي تناقلها نشطاء عبر الشبكات الاجتماعية، أن الميليشيات بدأت تنسحب من محافظة درعا المشمولة باتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه العام الماضي، على أن تحل محلها قوات تابعة مباشرة لجيش النظام السوري، مثلما حصل في حي «سجنة» بمدينة درعا التي انسحب منها عناصر لميليشيات حزب الله وحلّ مكانها قوات تتبع لجيش النظام في سورية. ويتوقع خبراء أن تشمل هذه الانسحابات جميع الميليشيات الإيرانية التي تغلغلت في الأراضي السورية ضمن مشروع التوسع الفارسي في المنطقة، ومن ضمنها قوات من «فيلق القدس» و «لواء فاطميون» و «زينبيون» وغيرها، حيث تتوزع تلك الميليشيات في جنوب سورية وفي البادية المترامية الأطراف، وذلك لتسهيل انتقال عناصرها من الأراضي الإيرانية مرورا بالأراضي العراقية ثم السورية. وتعد القوات الإيرانية المنتشرة في البادية السورية هي الثقل العسكري الذي يمكن إيران من تحريك سريع لميليشياتها ما بين شرق سورية وحدود العراق، إلى قلب البلاد في المنطقة الوسطى وحدود لبنان أو إلى الجنوب السوري المرتبط ببادية الشام سواء من الشرق أو من الجنوب، نظراً لاتساع البادية السورية التي تبلغ مساحتها تقريبا ربع مساحة سورية.