أوضح المشرف على المحتوى في «مسرح السعودية» ياسر مدخلي، أن فكرة إنشاء مسرح وطني في المملكة، بدأت من خلال اهتمام الرئيس التنفيذي لشركة رايتكس عدنان كيال بتبني مبادرة لتهيئة الوسط الفني بكوادر موهوبة، من خلال تدريبها على يد مجموعة من الخبراء في الفنون المسرحية المختلفة من خارج المملكة وداخلها، مما جعله يتواصل مع الناشطين في هذا المجال، وكنت حينها أجهز لمشروع مسرحي مع إحدى المؤسسات الثقافية، وتواءمت الأهداف والتوجهات، وفي أحد الاجتماعات طرح فكرة استقطاب التجربة الناجحة «مسرح مصر» التي يقدمها الفنان أشرف عبدالباقي مع المنتج صادق الصباح، وبالفعل تواصل عدنان معه واستطاع تحقيق تأطير هذه المبادرة الجريئة والمؤثرة، ولذلك لاقت دعما ومساندة من نائب أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير بندر بن عبدالله، وتلا ذلك توقيع اتفاقية مع وزارة الثقافة والإعلام والهيئة العامة للترفيه، ليصبح المشروع مبادرة تحت مظلة مجلس مبادرات شباب منطقة مكةالمكرمة. توقيت صعب أكد الفنان المصري أشرف عبدالباقي ل«الوطن» أن التوقيت الذي ظهرت فيه فكرة «مسرح السعودية» توقيت صعب، خصوصا مع ظهور السينما والأوبرا، لكن كثافة الحضور وامتلاء جميع كراسي المسرح من مختلف أطياف المجتمع، وتجاوبهم مع الطرح، جعلنا فخورين بنجاح التجربة في مرحلتها الأولى ومستمرين فيها، مشيرا إلى أنه كان متوقعا أن يجد صعوبات في تنفيذ «مسرح السعودية»، وذلك لخصوصية المملكة، ولكنه لم يجد شيئا من ذلك، ووجد مجتمعا عاشقا للمسرح، وكانت الصعوبة الوحيدة التي واجهته هي تنوع اللهجات المحلية السعودية، ولكنه تغلب عليها بمساعدة المشرف على المحتوى ياسر مدخلي، ومع بدايات اختبارات تجارب الأداء كان الهدف اختيار 20 موهبة، ولكن لكثرة المواهب المتقدمين تم اختيار 50 موهبة مع العلم أن كثيرا من الذين تقدموا ولم يحالفهم الحظ في اختيارهم ضمن الفريق كانوا موهوبين في التمثيل. 12 ساعة يوميا بين عبدالباقي أن كل عرض مسرحي يجهز في 3 أيام، 12 ساعة عمل من البروفات يوميا، مؤكدا أن فريق الكتابة والإخراج يراعون العادات والتقاليد السعودية، والفرق بين اللهجات والحساسية التي قد تكون موجودة بين اللهجات، كما راعينا توزيع الأدوار والشخصيات، بحيث لا يكون هناك إسقاط على لهجة معينة أو منطقة معينة في المملكة، ونوعية المتلقي الذي أمامهم. الإشراف على المحتوى أوضح المشرف على المحتوى الكاتب ياسر مدخلي أن العروض المسرحية تعتمد على الارتجال والتدريب المكثف، حيث يتم تجهيز العرض في ثلاثة أيام فقط، لذلك فدوره متنوع في الإشراف على المحتوى من الجوانب الرقابية والاجتماعية والمسرحية، من خلال رصد الملاحظات على أداء المواهب ومساعدتهم في تنوع اللهجات وأداء المحتوى المسرحي المحلي بشكل أفضل. فالمسرح التجريبي له جمهور محدد يتسم بالتخصص ويهتم النقد المنهجي والصناعة الاحترافية التي تميل للتحديث والتغيير والنزعة الرمزية واللغة الشاعرية والأداء الأكاديمي المميز، والمسرح التجاري ليس أقل أهمية لكنه يستوعب الجماهير بكافة أطيافهم ومستوياتهم الثقافية، ويناقش قضايا المجتمع مهتما أكثر بالقوالب الكوميدية والأساليب التي تجذب الجماهير بشكل عام، وهو ما ننشده في أهدافنا الإستراتيجية ليكون المسرح ضمن أجندة العائلة في المجتمع السعودي.