ارتسمت نظرات الفخر والسعادة على أوجه جمهور "مسرح السعودية" وهم يشاهدون عرضاً حقيقياً على المسرح بمعية أطفالهم وأفراد عائلاتهم وقد سادت أجواء اعتادوا أن يعيشوها خارج المملكة فقط، وأمامهم ممثلون شباب وشابات مجتهدون يقدمون عرضاً خفيفاً يقوم على فكرة جميلة وهدف أجمل، وقد أعدهم لكل ذلك النجم المصري القدير أشرف عبدالباقي الذي ترك مشروعه "مسرح مصر" بين أيد أمينة في القاهرة، وجاء ليقضي الأشهر السابقة مع هؤلاء الشباب الذين يعتمد غالبيتهم على موهبته الخاصة واجتهاده في صقلها حتى يخرجهم ممثلين مسرحيين دون أي خلفية أكاديمية تُذكر، هنا كان الإنجاز وهنا كان السر الحقيقي لنجاح العرض الجماهيري الأول ل"مسرح السعودية". قبل العرض، كنا نعتقد أننا سنذهب لنشاهد تجربة أكاديمية أكثر من كونها تجربة مسرحية حقيقية، وكنا نتوقع أن الأشهر التي قضاها أشرف عبدالباقي في تدريب هؤلاء الشباب والشابات كانت بمثابة دورة مسرحية مكثفة تعطيهم على الأقل لمحة عن أساسيات المسرح، ولكننا تفاجأنا بحجم الجدية التي فرضها المنتج عدنان كيال على المشروع ليخرج بشكله النهائي، جميلاً.. خفيفاً.. ومحترفاً، فجاءت الأفكار مدروسة، والترتيبات منظمة، كما جاء الأداء عالياً. الحيوية التي تمتع بها الشباب على المسرح لم تكن عادية، وكان من الواضح أن الدرس الأول الذي حفره أشرف عبدالباقي بذكاء في أذهانهم هو "عشق الخشبة"، حيث بدا الجميع وكأنه يمثل من سنوات، وطغت الأريحية على أداء كل الممثلين والممثلات بدون استثناء. ياسر مدخلي أيضاً، الممثل والكاتب المسرحي، الذي يتشارك مع عدنان كيال وأشرف عبدالباقي نجاح هذا المشروع والذي وقف عليه معهم خطوة بخطوة، كان أستاذاً، خلق حالة ذكية من الإتقان والتوازن ومثَل المشروع إعلامياً مع كل ظهور بالشكل الذي يليق به. وبرغم بعض الانتقادات التي طالت العرضين اللذين قُدما للمرة الأولى، كالفكرة التي كان من الممكن أن تأخذ شكلاً أكثر كوميدية، أو الاختلاف بين أداء الممثلين والممثلات وتفوق بعضهم على البعض الآخر بشكل ملحوظ، إلا أن كون المشروع في بداياته فهذا أمر يشفع لهم ما عجز البعض عن استيعابه.. فالممثلون والممثلات يصنعون تجربتهم الخاصة لأول مرة، والوقت هو ما سيخلق أفكاراً أكثر قرباً مما يطمح له هذا الجمهور، وبيئة تمثيلية أكثر صلابة. أخيراً، ليست هذه بالتأكيد هي التجربة المسرحية الأولى في المملكة، لكن قد تكون الأولى من نوعها ولذلك توقف عندها الجميع، ومن المفترض أن يشاهدها كل من فاتته تلك العروض على شاشة mbc1 قريباً ليكون الاختبار الحقيقي ل"مسرح السعودية" حيث ينافسه "مسرح مصر" على mbc مصر، فهل يستطيع تحقيق ولو 25% من حجم المشاهدات؟!. Your browser does not support the video tag.