ثمن المشاركون في منتدى «تحالف عاصفة الفكر» عبر دورته السادسة، والذي أُقيم في الرياض خلال الفترة من 7-10 أبريل الجاري، والمنظم من قبل هيئة الصحفيين السعوديين، الدور الفاعل والريادي للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان في محاربة الإرهاب والفكر المتطرف، ودعمهما المستمر للتحالف الإسلامي، والوقوف ضد التدخلات الإيرانية الهادفة إلى دعم الطائفية وإثارة القلاقل والفتن في المنطقة العربية، رافعين الشكر للقيادة ولوزارة الثقافة والإعلام وهيئة الصحفيين السعوديين لاستضافة المنتدى. إستراتيجية شاملة دعا المشاركون إلى اعتماد إستراتيجية فكرية وإعلامية للتصدي للتدخلات والتمدد الإيراني في الخليج والوطن العربي، نظراً للأوضاع الأمنية المتوترة التي تعيشها الدول، والتي وجدت فيها إيران موقعا، مشددين على ضرورة تقوية الجبهة الداخلية العربية في مواقع التواصل والإعلام، وتفعيل التعاون الإقليمي بين الدول العربية، وكشف الوسائل التي تستخدمها المنظمات الإرهابية والمتطرفة للإيقاع بالشباب، والعمل على نقل الخبرات والتجارب بين الدول العربية حول كيفية التصدي للفكر الإرهابي والمتطرف. كما طالب المشاركون بالعمل على تحسين فرص الاستفادة من المنظمات العالمية الناجحة، وتوسيع دور تحالف عاصفة الفكر عالمياً لتعزيز مبادراته العلمية من خلال فتح آفاق التعاون مع مختلف المؤسسات والمعاهد والمراكز البحثية والأكاديمية العالمية. مناقشات واسعة كانت جلسات المنتدى قد اختتمت أمس، وشهدت تكريم الإعلامي الراحل تركي السديري، وسط مشاركة نخبة من رجال الفكر والثقافة والإعلام في الوطن العربي. وحملت الجلسة الأولى عنوان «التدخلات والتمدد الإيراني في الخليج والوطن العربي»، وترأسها رئيس تحرير جريدة الاتحاد الإماراتية محمد الحمادي، وشدد خلالها وزير الخارجية اليمني السابق السفير اليمني في باريس رياض ياسين على ضرورة التصدي للمؤامرات الإيرانية في اليمن التي كانت السبب في امتداد أتون الحرب على مدار 3 سنوات، مشيرا إلى أن 80% من الأراضي اليمنية أصبحت محررة من ميليشيات الحوثي، وبات الانقلابيون محاصرون في صنعاء والحديدة وصعدة، بعد أن كانوا يسيطرون على أجزاء واسعة من محافظات ومدن في البلاد. الأزمات الداخلية الإيرانية من جانبه، نوه مدير المعهد الملكي للدراسة الإستراتيجية المغربي محمد توفيق، خلال مداخلته، إلى أن إيران تخوض حربا باردة في المنطقة، وتسعى إلى امتلاك سلاح نووي، وتحتضن مشروعا عدائيا، إذ كانت تدعم في سنوات التسعينيات من القرن الماضي الوحدات الفيصلية ضد المغرب العربي. إلى ذلك، أوضح المحلل السياسي والأكاديمي الكويتي عايد المناع، أن حملات التطهير الديني في إيران استهدفت كل الألوان السياسية، مضيفا أن «تيار الزحف الإيراني يحتاج إلى مبررات حتى لو كانت وهمية لتتحرك جيوشه إلى البلاد العربية كي تمتلك المنطقة». ورأى المناع أن تدخلات إيران في دول المنطقة لم تكن لنصرة المستضعفين بل لنصرة طوائفها، لافتا إلى أن السعودية تصدت لأكثر من تقدم لإيران في أكثر من منطقة، وأن طهران استغلت الأزمة القطرية للوصول إلى الخليج العربي. وأبان الإعلامي والكاتب المغربي عبدالحق عزوزي، أن طبيعة النظام الإيراني كشفت سعيه إلى التدخل في المنطقة، لافتا إلى أنه لا يوجد هناك نظام للإيرانيين بل مشروع توسعي لم يكن يعنيه الشيعة بقدر السيطرة على بلاد كثيرة. الجلسة الثانية أكدت الجلسة الثانية للمنتدى بعنوان «التحالف الإسلامي والتحديات الدولية»، أن أي تهديد إيراني للسعودية سيكون صداه أكثر من صدى أي تهديد يحدث لدولة أخرى. وشدد رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الإمارات محمد هويدن، على متانة القوة السياسية والعسكرية للسعودية، مؤكدا أن البعد السياسي السعودي المتفوق استطاع أن يكوّن تحالفا يضم 41 دولة حول العالم. الجلسة الثالثة جاءت الجلسة الثالثة، تحت مسمى «واقع العالم العربي وتأثيرات تساقط الدول المحيطة بالخليج العربي وتأثيره على الأمن الخليجي»، وترأسها فهد الطياش. وأكد وزير الإعلام الأسبق وعضو مجلس النواب المصري أسامة هيكل، أن الأمن القومي الخليجي جزء من الأمن القومي المصري، لافتا إلى أن العالم العربي يحتاج إلى عصف ذهني لوضع حلول وتوصيات تُرفع إلى القادة المعنيين بالأمر توافقا مع أهمية الوضع العربي الجاري. وأشار هيكل إلى أن غزو العراق للكويت في عام 1990 كان نقطة مفصلية للعمل الجماعي العربي ضد الاعتداءات والكيانات الإرهابية وما تبعها من تهديدات إيرانية في المنطقة، أفرزت بدورها تنظيمات متطرفة مثل الحوثي في اليمن، لافتا إلى أن الدور القطري المساند لبعض القوى المتطرفة دفعه إلى الابتعاد عن منحى الدول المتحالفة لمكافحة الإرهاب بعد أن كانت جزءا من هذا التحالف، مضيفا أن «النظام القطري لم يكتف بذلك بل أصبح داعما للإرهاب». واختتم رئيس تحرير جريدة الاتحاد الإماراتية السابق الأستاذ راشد العريمي، الحوار بالتركيز على أهمية الأمن المجتمعي لأنه هو الطريق الأمثل للأمن الوطني كافة، لافتا إلى أن النظام الإقليمي العربي لم يكن بهذه الصورة المختلفة حتى وقت غزو العراق للكويت صيف عام 1990، وهو المنحنى الذي تصاعدت بعده الأحداث في المنطقة.