توقعت مصادر سياسية مقربة من دوائر الحكومة في بيروت، استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي في سورية، ضمن رسائل واضحة للنظام الإيراني وميليشيات حزب الله، للانسحاب من المنطقة الجنوبية السورية، معتبرة أن على لبنان التفكير في حماية نفسه عبر التمسك أكثر بالقرار 1701، وعدم السماح للميليشيات بالتحرك بشكل منفرد، وضبط المغامرات غير المسؤولة على الحدود، مؤكدة أن البلاد وأهلها يجب أن يكونوا بمنأى عن وقود العدو الإسرائيلي وأطماع إيران في المنطقة. من جانبها، أدانت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان الغارات الجوية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن وزير الخارجية، جبران باسيل، أعطى تعليماته إلى بعثة لبنان الدائمة لدى الأممالمتحدة في نيويورك لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن بحق إسرائيل، لإدانتها وتحذيرها من مغبة استخدام الأجواء اللبنانية لشن هجمات على سورية. تهميش الدور الإيراني لفتت المصادر إلى خطورة أي خطوة يتخذها حزب الله في الفترة المقبلة، خاصة مع ورود معلومات عن استدعاء بعض مقاتليه إلى الجبهات على خلفية الحرب الإسرائيلية السورية. ونقلت تقارير روسية، عن سفير إسرائيل في موسكو في وقت سابق، قوله إن تصرفات إيران وحزب الله في منطقة خفض التوتر يجب أن تتوقف، فيما رأى مراقبون أن النظام الإيراني وجد نفسه مهمشا على الساحة السورية فاضطر للجوء إلى التصعيد دون التنسيق مع الجانب الروسي، خاصة مع التحرك الأميركي لتشكيل نواة عسكرية حدودية شرقي الفرات وقصف التحالف الدولي مؤخرا، ميليشيات موالية للنظام السوري كانت تستهدف قوات سورية الديمقراطية «قسد». تطورات تصعيدية يأتي ذلك في وقت عاشت فيه الساحة اللبنانية يوما حربيا بشكل غير مباشر، حيث ترددت أصوات الغارات الإسرائيلية في سورية بالمناطق اللبنانية على طول الحدود المحاذية لسلسلة لبنانالشرقية، كما سمعت أصوات صفارات الإنذار التي أطلقها الجيش الإسرائيلي من مواقعه عند خط التماس في مزارع شبعا المحتلة مع المناطق المحررة اللبنانية المحاذية وفي المستوطنات الصهيونية، فيما سمع صباحا دوي سلسلة انفجارات قوية مصدرها الجولان السوري ومزارع شبعا المحتلة.