نفذ «حزب الله» تهديده بالرد على اغتيال إسرائيل الأسير المحرر سمير القنطار قبل أسبوعين في سورية، فأعلن عن تفجير عبوة ناسفة بآلية عسكرية إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا المحتلة بعد ظهر أمس، وتناقضت الأنباء عن الإصابات بين بيان الحزب وتصريحات الجيش الإسرائيلي. (للمزيد) وتحركت الجبهة الحدودية جنوبلبنان أمس، بعد العملية، فرد الجيش الإسرائيلي ب115 قذيفة من عيار 155 ملم و7 قذائف هاون، على القرى المحررة المحيطة بالمنطقة، ما أوقع أضراراً في المنازل، من دون إصابات بالأرواح. وأعلنت المقاومة الإسلامية (الجناح العسكري ل «حزب الله») مسؤوليتها عن العملية، وقالت في بيان: «عند الساعة الثالثة والدقيقة العاشرة بعد ظهر اليوم (أمس)، قامت مجموعة الشهيد القائد سمير القنطار في المقاومة الإسلامية بتفجير عبوة ناسفة كبيرة على طريق زبدين- كفرا في منطقة مزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة بدورية إسرائيلية مؤللة، ما أدى إلى تدمير آلية من نوع هامر وإصابة من في داخلها». وأشار تلفزيون «المنار» إلى أن إحدى الآليات التي استهدفتها المقاومة كانت تقل ضابطاً إسرائيلياً كبيراً. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن «عبوة ناسفة شديدة الوزن استهدفت آليتيْن عسكريتيْن في منطقة جبل دوف المحاذية لجنوبلبنان». وفي تصريح له على مواقع التواصل الاجتماعي لفت إلى أن الجيش الإسرائيلي رد «بنيران مدفعية باتجاه أهداف قريبة في الجنوباللبناني». كما أشار رداً على تقارير إعلامية أعقبت العملية، إلى أن «لا صحة للمعلومات عن إطلاق صواريخ وخطف جنود». وقال أدرعي الذي تحدث مساء عن انتهاء جلسة لتقدير الموقف برئاسة رئيس الأركان الإسرائيلي بيني غانتس: «أننا ننظر إلى الحادث بخطورة بالغة». وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، بأن الجيش الإسرائيلي استعمل القنابل العنقودية في قصفه محور المجيدية - العباسية - الماري المحررة جنوباً، وأن 9 قذائف إسرائيلية سقطت في محيط بلدة الوزاني. وأفاد مصدر أمني لبناني بأن الجيش الإسرائيلي استهدف مركزين للجيش اللبناني في مزرعة بسطرا جنوبلبنان من دون وقوع إصابات. وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن «انفجار قرب قوة إسرائيلية كانت تعمل في مزارع شبعا»، مشيرة إلى عدم وقوع إصابات. وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يخشى وجود عبوات إضافية في منطقة الوزاني وهو يقوم بتمشيطها. وشهد طوال بعد الظهر تحليقاً مكثفاً للطائرات الحربية والاستطلاعية الإسرائيلية، وتوقف القصف المدفعي قبيل السابعة مساء. وكان الوضع السياسي اللبناني الداخلي شهد استمرار السجال على خلفية حملة الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله على المملكة العربية السعودية، فرد عليه عدد من قادة تيار «المستقبل»، واتهمه النائب أحمد فتفت بعد بيان زعيم التيار الرئيس سعد الحريري أول من أمس، بأنه «ينفذ قراراً إيرانياً بالفتنة». واعتبر النائب جمال الجراح أنه «لا يحق للنظام الإيراني التكلم بحقوق الإنسان وهو يمارس الإرهاب على شعبه وخطاب نصر الله تصعيد للتوتر». وندد حزب «الكتائب» ب «إقحام لبنان في صراعات لا علاقة له بها وبالمواقف التي صدرت في الساعات الماضية». وشدد الرئيس السابق ميشال سليمان على «ضرورة عدم الانجرار إلى التصعيد والتصعيد المضاد لعدم تكريس «لبنان الساحة» أمراً واقعاً، بدلاً من السعي لجعله جسر العبور ونقطة الالتقاء»، داعياً «جميع القوى إلى التدخل الإيجابي لتقريب وجهات النظر بين المحاور المتصارعة، بدلاً من زجه في أتون النيران المشتعلة على مختلف الجبهات».